ارتفعت أسعار الذهب يوم الأربعاء وذلك مع تزايد العزوف عن المخاطرة من الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما يترقب المستثمرون محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير للسياسة النقدية، وتقرير الوظائف الأمريكي المتأخر بحثًا عن مؤشرات على مسار أسعار الفائدة للبنك المركزي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى عند 4098 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4067 دولار للأونصة ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4085 دولار للأونصة.
استطاع الذهب ان يرتفع لليوم الثاني على التوالي بعد أن سجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع خلال تداولات الأمس عند 3997 دولار للأونصة، ليجد الذهب الدعم بمجرد التداول تحت المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة ليعود سريعاً إلى الصعود.
يأتي تعافي أسعار الذهب في ظل تزايد الاقبال على الملاذ الآمن وسط ترقب المستثمرين لصدور محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي سيصدر في وقت لاحق من اليوم، بالإضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المقرر صدوره يوم الخميس بعد تأجيله بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي الأخير.
وقد أظهرت البيانات يوم الثلاثاء أن عدد الأمريكيين الذين يتلقون إعانات البطالة بلغ أعلى مستوى له في شهرين في منتصف أكتوبر. بينما من المتوقع أن يظهر تقرير الوظائف عن شهر سبتمبر إضافة 50 ألف وظيفة.
أصاب الذهب بعض الضعف خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب عملية الاغلاق الحكومي المطولة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسببت في عدم صدور العديد من البيانات الاقتصادية التي يحتاجها البنك الاحتياطي الفيدرالي في تقييم الاقتصاد الأمريكي، وهو الأمر الذي زاد من التوقعات أن الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض الفائدة في اجتماعه المقبل ليؤثر بالسلب على الذهب.
في الشهر الماضي خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن رئيسه جيروم باول أبدى حذره من أي خفض آخر لأسعار الفائدة هذا العام، ويرجع هذا جزئيًا إلى نقص البيانات.
خفض الفائدة يعتبر أمر جيد بالنسبة لأسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لأن الذهب لا يقدم عائد بالمقارنة مع السندات الحكومية الأمريكية التي تتأثر سلباً بخفض الفائدة، وبالتالي تنتقل الاستثمارات إلى سوق الذهب.
في المقابل وجد الذهب دعم خلال الفترة الأخيرة من عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسواق المالية العالمية ولجؤهم إلى الذهب كملاذ آمن، فقد شهدت أسواق الأسهم عمليات بيع بسبب مخاوف من تقييم أسهم شركات الذكاء الصناعي بشكل مبالغ فيه.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع في صافي التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار العالمية المتداولة والمدعومة بالذهب المادي وذلك خلال الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، ليظهر ارتفاع التدفقات بمقدار 16 طن من الذهب.
وقد شهد هذا الأسبوع عودة التدفقات النقدية في صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية إلى الارتفاع بعد أن شهدت 3 أسابيع متتالية من الهبوط.