أغلق الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض حيث زاد تعافي الدولار الأمريكي من الضغط السلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما، وذلك بعد بيانات أفضل من المتوقع عن الاقتصاد الأمريكي، ولكن كانت تداولات الذهب في نطاق محدد عرضي بسبب ترقب الأسواق لتطورات أزمة التعريفات الجمركية الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى عند 3309 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة الأسبوع عند المستوى 3362 دولار للأونصة واغلق التداولات عند المستوى 3350 دولار للأونصة.
بالرغم من انخفاض سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي إلا أ تحركاته كانت عرضية في نطاق محدد خلال معظم فترات تداولات الأسبوع، وظلت التداولات حول المستوى 3350 دولار للأونصة ليأتي اغلاق الذهب حيادي مع نهاية الأسبوع لتظل حركة الذهب غيار واضحة الاتجاه.
تبقى التطورات في أزمة التعريفات الجمركية الأمريكية تحت مراقبة الأسواق، فقد هدد ترامب خلال الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات من المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من أغسطس، وكان قد أعلن من قبل عن رسوم جمركية على العديد من الاقتصادات الكبرى الأخرى، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على كل من اليابان وكوريا الجنوبية، ورسوم جمركية بنسبة 50% على البرازيل، ورسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس.
تبقي المخاوف من التعريفات الجمركية الأسواق في حالة تأهب مستمر ويبقى الطلب على الذهب كملاذ آمن حاضر، ولكن لا يأخذ المستثمرين صفقات تداول كبيرة بسبب إمكانية توصل الدول إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة قبل موعد تطبيق التعريفات الجديدة في أول أغسطس القادم.
في وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يخطط لإقالة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لكنه أبقى الخيار مفتوحًا وانتقده مجددًا لعدم خفضه أسعار الفائدة.
يأتي هذا بعد أن صدرت أخبار عن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقالة رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، وأن ترامب قد قدم مسودة لإقالة باول إلى المشرعين في الحزب الجمهوري. وقد تسببت هذه الأخبار في ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 3377 دولار للأونصة قبل أن ينفي ترامب هذه الاحتمالات ليدفع السعر إلى التراجع مجدداً.
صدرت بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع الماضي أيضاً ليظهر مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر يونيو ارتفاع بأعلى من التوقعات ليسجل أعلى مستوى في خمسة أشهر وسط ارتفاع تكاليف بعض السلع، مما يشير إلى أن الرسوم الجمركية بدأت تؤثر على التضخم، الأمر الذي أضعف من فرص قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بشكل عام خلال الأسبوع الماضي وتسجيله أعلى مستوى منذ 3 أسابيع الأمر الذي أثر بالسلب على أداء الذهب.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 15 يوليو، أظهر ارتفاع في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 8542 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار – 1605 عقد.
ويعكس التقرير الذي يغطي الفترة السابقة عودة الطلب على المضاربة على الذهب في ظل التغير الحالي في الضغوط الجيوسياسية وانتقال الاهتمام إلى أزمة التعريفات الجمركية والاتفاقيات التجارية المتوقع.