أغلق الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض لينهي سلسلة ارتفاع استمرت 3 أسابيع متتالية، وذلك في ظل تعافي مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية مع نهاية الأسبوع بالرغم من تقرير الوظائف الضعيف.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع المنتهي بنسبة 0.4% بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي خلال الأسبوع عند 2790 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى عند 2736 دولار للأونصة، ليغلق تداولات الأسبوع عند 2736 دولار للأونصة.
آخر جلستين في تداولات الأسبوع شهدا انخفاض أسعار الذهب بما يزيد عند 1.5% وذلك بسبب عمليات البيع لجني الأرباح بعد تسجيل الذهب لمستوى تاريخي جديد، بالإضافة إلى تأثره السلبي بارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الأمريكي.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية افتتح الأسبوع الماضي وأغلق عند نفس المستوى دون تغير تقريباً، ولكنه خلال الأسبوع سجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر، لينهي أيضاً سلسلة من الارتفاع استمرت 4 أسابيع متتالية.
أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد سجل ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.4% ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من 4 أشهر عند 4.388%، ليعد السبب الرئيسي وراء تراجع الذهب مع نهاية الأسبوع الماضي، لأن ارتفاع العائد على السندات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لأسعار الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي يقلل من جاذبيته.
يأتي هذا بعد أن أعلن الاقتصاد الأمريكي عن تقرير الوظائف عن شهر أكتوبر ليظهر ضعف كبير حيث تم تعيين 12 ألف وظيفة جديدة فقط خلال الشهر وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2020، حيث تأثرت البيانات بالاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات من قبل عمال مصانع الطيران.
التوقعات الآن تقترب من 100% أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع القادم، وهو الأمر الذي يظل إيجابي لأسعار الذهب على المدى القصير إلى المتوسط.
ولكن قبل هذه النهاية السلبية للأسبوع بالنسبة للذهب كان قد سجل مستوى تاريخي بالقرب من المستوى النفسي 2800 دولار للأونصة، والذي يعده البعض مستهدف الذهب لعام 2024، وكان السبب الرئيسي هو تزايد الطلب على الملاذ الآمن في ظل عدم اليقين المصاحب للانتخابات الأمريكية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
تشير استطلاعات الرأي إلى سباق متقارب بين دونالد ترامب وكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء القادم، وبالتالي سيبقى الذهب يتداول بالقرب من أعلى مستوياته حتى يتم حسم هذا السباق الانتخابي.
أيضاً الأسبوع القادم سيصدر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي سيحدد مصير أسعار الفائدة الأمريكية على المدى القريب، وسيساهم هذا أيضاً في توضيح توجه الذهب خلال الفترة القادمة، وهل يستمر في الارتفاع خلال المتبقي من العام أم حان الوقت لتصحيح سلبي.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي عن اتجاهات الطلب على الذهب خلال الربع الثالث من عام 2024، ليظهر ارتفاع الطلب الإجمالي على الذهب متضمنا الاستثمار خارج البورصة بنسبة 5% على المستوى السنوي إلى 1313 طن من الذهب ليسجل رقم قياسي بالنسبة للاستهلاك خلال الربع الثالث بشكل عام، بينما ارتفع القيمة النقدية للطلب على الذهب بنسبة 35% على أساس سنوي لتتجاوز 100 مليار دولار أمريكي للمرة الأولى على الاطلاق.
وأشار مجلس الذهب العالمي أن تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة العالمية للذهب كانت المحرك الرئيسي لنمو الطلب على الذهب خلال الربع الثالث حيث سجلت 95 طن من الذهب، مما دفع التدفقات إلى الارتفاع للمرة الأولى منذ الربع الأول من 2022.