ارتفع الذهب ليسجل مستوى تاريخي جديد مع بداية تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد أن وجد الدعم من توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي خلال المتبقي من هذا العام، في الوقت الذي يشهد في الدولار الأمريكي تراجع وتداولات غير محددة الاتجاه.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.9% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2612 دولار للأونصة بعد ان افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2586 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2610دولار للأونصة.
يتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 1.2% ليمثل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، ومنذ بداية العام سجل الذهب ارتفاع بنسبة 26.5%.
انتهى استيعاب المتداولين والمستثمرين للأحداث الهامة التي شهدها هذا الأسبوع من خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي وتثبيت الفائدة لكل من البنك المركزي البريطاني والياباني، وعليه بدأت الأسواق تتفاعل مع الذهب بعد انتهاء هذه الأحداث.
بدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة تخفيف السياسة النقدية بخفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية لأسعار الفائدة يوم الأربعاء. كما توقع أعضاء البنك الفيدرالي خفضًا آخر بمقدار نصف نقطة مئوية حتى نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى توقعهم بخفض نقطة مئوية كاملة في عام 2025 وخفض إضافي بمقدار نصف نقطة مئوية في عام 2026.
بيئة أسعار الفائدة المنخفضة تعد البيئة المناسبة لانتعاش أسعار الذهب، لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
وبالرغم من التصريحات الإيجابية التي أدلى بها رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول بشأن وضع قطاع العمالة الأمريكي ومعدلات النمو، إلى جانب توقعات أقل تشاؤما بشأن أسعار الفائدة في الأمد البعيد، إلا ان الأسواق قررت التفاعل مع احتمالات خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب، وهو ما أثر على الدولار ليحقق الذهب استفادة.
التوقعات إيجابية بشكل كبير لأسعار الذهب على المستوى القصير إلى المتوسط حيث ترى الأسواق حقيقة أن الفترة الماضية لم يكن الذهب مملوك بشكل كبير من جانب الاستثمارات في العالم الغربي وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفائدة القياسي من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية العالمية الأخرى بهدف محاربة التضخم.
ولكن بعد أن بدأ البنك الفيدرالي دورة خفض الفائدة التي سبقه إليها البنوك المركزية الأخرى، أصبح الذهب هو الاستثمار الأفضل الآن لقطاعات كبيرة من المستثمرين ومن رؤوس الأموال.
هذا بالإضافة إلى الدعم الذي يحصل عليه الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية عبر العالم، ليظهر الذهب كأحد الأصول المالية القليلة التي يمكنها مواجهة هذه التهديدات المالية العالمية.
الجدير بالذكر أن المؤسسات المالية العالمي ترى إمكانية وصول الذهب إلى مستويات 2700 دولار للأونصة بحلول هذا العام، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينعكس بشكل سلبي على عمليات شراء الذهب المادي من قبل الصين والهند أكبر مستهلكين للذهب في العالمي بسبب تأثر الطلب بارتفاع الأسعار.
فقد امتنعت الصين أكبر مستهلك للذهب، عن استيراد الذهب من سويسرا لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أغسطس الماضي، في حين عرض تجار التجزئة في الهند خصومات كبيرة لتحفيز المستهلكين على الشراء بعد تقلص الطلب بسبب ارتفاع الأسعار.