ارتفعت أسعار الذهب العالمي بعد بداية تداولات الأسبوع ليسجل مستوى تاريخي جديدة ويستكمل سلسلة الارتفاع الأخيرة التي بدأها الأسبوع الماضي، حيث يتزايد الطلب خلال شهر أكتوبر على الذهب كملاذ آمن في ظل توسع التوترات في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى اقتراب الانتخابات الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2736 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات هذا الأسبوع عند 2723 دولار للأونصة، ليتداول حالياً عند المستوى 2734 دولار للأونصة.
استمر ارتفاع أسعار الذهب العالمي لخمس جلسات متتالية حيث سجل ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4% ليتخطى المستوى 2700 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه.
ارتفاع أسعار الذهب وتسجيلها لمستويات تاريخية هذا الشهر يرجع بشكل كبير إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وعدم اليقين بشأن الانتخابات الأمريكية لأن نتيجتها تبدو متقاربة للغاية ويمكن لأي من المرشحين الفوز.
يعتبر الذهب استثمارًا آمنًا خلال أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. حيث تعمل أسعار الفائدة المنخفضة على تقليل تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى نجد أن الدولار الأمريكي يستمر في التداول بالقرب من أعلى مستوياته منذ شهرين ونصف التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي يدل أن الأسواق تتعامل حالياً مع الدولار عونه استثمار ملاذ آمن، وهو ما يدفع كلا من الذهب والدولار إلى الارتفاع في نفس التوقيت.
هذا وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور عدد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، والتي تساهم في توضيح مستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية الأمريكية، وهو ما يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على تحركات أسعار العملات والسلع في الأسواق المالية.
يذكر أن الأسواق تضع حالياً احتمال بنسبة 87% أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في نوفمبر القادم، وذلك في مقابل توقعات بنسبة 13% أن يخفض البنك الفيدرالي بمقدار 50 نقطة أساس.
من جهة أخرى قامت الصين بخفض أسعار الفائدة على القروض بالإضافة إلى تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة على سياسات مالية لها خلال الشهر الماضي، ضمن حزمة التحفيز التي أعلنت عنها لدعم الاقتصاد الصيني.
الأخبار المتعلقة بالاقتصاد الصيني تؤثر على تحركات الذهب لأنها تعد المستهلك الأكبر للذهب في العالم، والأخبار المتعلقة بتعافي الاقتصاد والحزم التحفيزية من شأنها أن ترفع من أسعار الذهب لأنها تدل على توجه الاقتصاد إلى التحسن وبالتالي يعود الطلب على الذهب إلى الارتفاع.
أما بالنسبة للهند التي تعتبر ثاني أكبر مستهلكن للذهب في العالم، فقد قام البنك المركزي الهندي بزيادة حيازاته من الذهب بشكل استراتيجي. حتى الآن في عام 2024، أجرى البنك المركزي الهندي عمليات شراء كبيرة، ليضيف 54.7 طن من الذهب إلى احتياطاته منذ نهاية عام 2023 وهو أعلى عمليات شراء في ثلاث سنوات.
تعكس هذه الزيادة ارتفاعًا بنسبة 6٪ في الاحتياطيات منذ بداية العام حتى الآن، مما يرفع إجمالي حيازات البنك المركزي الهندي من الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 858.3 طن، مما يجعله أحد المشترين الرئيسيين للذهب هذا العام.