انخفض الذهب العالمي خلال تداولات الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من تمكنه من الارتفاع خلال آخر جلستين تداول بدعم من تراجع الدولار الأمريكي بعد بيانات التضخم الأمريكية الأقل من المتوقع، ولكن توقعات البنك الفيدرالي لمستقبل أسعار الفائدة خلال العام القادم كانت كافية بدفع الذهب إلى التراجع خلال الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% ليسجل أدنى مستوى في شهر عند 2583 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات الأسبوع عند 2648 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع عند 2623 دولار للأونصة.
للأسبوع الثالث على التوالي يبقى سعر الذهب العالمي في نطاق تداولات محدد وهو ما يظهر مدى عدم اليقين وعدم الوضوح لدى الأسواق المالية خاصة خلال شهر ديسمبر الذي يشهد ضعف في أحجام التداول بسبب أعياد الميلاد وبداية العام الجديد، والذي يفضل العديد من المستثمرين تجنب التداول خلاله.
استطاع الذهب الارتفاع يوم أمس بنسبة 1.1% ليسجل أعلى مستوى عند 2631 دولار للأونصة، وذلك بعد صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الاقتصاد الأمريكي لتظهر تراجع في التضخم خلال شهر نوفمبر، وهو الأمر الذي قد يساعد في توجه البنك الفيدرالي إلى استمرار سياسة التيسير النقدية واللجوء إلى خفض الفائدة مجدداً.
خلال الأسبوع الماضي قرر البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليواكب توقعات الأسواق، ولكن مخطط النقاط لأعضاء البنك الفيدرالي الذي يظهر توقعاتهم للمؤشرات الاقتصادية خلال الأعوام القادمة، أظهر توقعاتهم بخفض الفائدة مرتين فقط في 2025 بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 4 عمليات خفض للفائدة.
الجدير بالذكر أن البنك الفيدرالي قد خفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال هذا العام في 3 اجتماعات متتالية بداية من شهر سبتمبر الماضي، ولكن تصريحات رئيس البنك جيروم باول في اجتماعه الأخير هذا الأسبوع أظهرت عدم وضوح الرؤية بالنسبة للبنك الفيدرالي وبالتالي إبطاء عمليات خفض الفائدة خلال العام القادم، إلى جانب استمرار البنك في الاعتماد على البيانات الاقتصادية.
تصريحات البنك تسببت في انخفاض كبير في أسعار الذهب وفي المقابل ارتفاع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى في عامين، وبعد بيانات التضخم يوم أمس بدأ الذهب يقلص من خسائره بسبب التفاعل مع البيانات.
قد نرى خلال الأسبوعين الماضيين تراجع في أحجام التداول في سوق الفوركس بسبب فترة الأعياد، وبالتالي قد يستمر الذهب في التحركات العرضية بدون تحديد اتجاه واضح، ولكن يجب أن نشير أن اغلاق الذهب تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2600 دولار للأونصة قد يحمي الذهب من المزيد من عمليات الهبوط.
من جهة أخرى ارتفعت صادرات الذهب من سويسرا في نوفمبر الماضي بسبب ارتفاع الإمدادات إلى الهند وانتعاش بعض عمليات التسليم إلى الصين وهونج كونج مقارنة بأكتوبر. ولكن من المتوقع أن تشهد واردات الذهب الهندية تباطؤ حاد في ديسمبر الجاري، في حين دفعت أسعار الذهب المرتفعة العديد من المستهلكين إلى العزوف عن شراء الذهب.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب قد شهدت خروج تدفقات نقدية خلال الأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر بمقدار – 1.7 طن ذهب، وهو يعد انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي بعد أن خرجت تدفقات الأسبوع السابق بمقدار -8.4 طن ذهب.
وفي سياق متصل يتوقع بنك ANZ العالمي أن تبلغ مشتريات الذهب السنوية من قبل البنوك المركزية حوالي 850 طناً في عام 2025، انخفاضاً من 950 طناً في عام 2024، حيث تقوم دول مثل روسيا والصين والهند بتخزين الاحتياطيات.
يذكر أن البنك المركزي الصيني قد عاد إلى عمليات شراء الذهب خلال شهر نوفمبر الماضي، بعد توقف استمر 6 أشهر متتالية، ويتوقع بنك ANZ أن تعزز تدابير الدعم الاقتصادي في الصين واليوان المتقلب الطلب الاستثماري على سبائك الذهب وصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.