يتداول سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الثلاثاء بالقرب من المستوى التاريخي الذي سجله يوم أمس، حيث يستمر الطلب في التزايد على المعدن النفيس في ظل استمرار عدم اليقين مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب الكبير من قبل صناديق الاستثمار في الذهب مع بقاء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى عند 2738 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند 2719 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2734 دولار للأونصة.
ارتفع سعر الذهب يوم أمس ليسجل اعلى مستوى تاريخي عند 2740 دولار للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه عند الاغلاق وينهي التداولات منخفضاً عند 2719 دولار للأونصة. ويكون بذلك ارتفاع سعر الذهب منذ بداية عام 2024 بنسبة 32.6%.
الذهب يعد التحوط الأول ضد عدم اليقين السياسة والاقتصادي ولذلك يشهد انتعاش كبير خلال الأيام الأخيرة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث تشهد الانتخابات عدم يقين مع اظهار استطلاعات الرأي اقتراب المرشحين من بعضهما، وعدم حسم المعركة الانتخابية لأي من مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب أو مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كاملا هاريس.
يبدو أن الأسواق تستهدف المستوى 2800 دولار للأونصة، حيث ستستمر حالة عدم اليقين السياسي مع اقتراب الانتخابات. وقد يستمر الاتجاه الحالي للذهب حتى تصدر نتائج الانتخابات الأمريكية أو على الأقل معرفة لمن تميل كفة الانتخابات.
من جهة أخرى تستمر التوترات في التزايد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يبقي الطلب متواجد دائما على الذهب كملاذ آمن، ويمنعه من الدخول في تصحيح سلبي مطول.
هذا ويستمر الدولار في التداول عند أعلى مستوياته منذ شهرين ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، حيث يجد طلب متزايد أيضاً باعتباره ملاذ آمن في سوق العملات، بالإضافة إلى قيام البنوك المركزية العالمية بتعميق عمليات خفض أسعار الفائدة، مقارنة مع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي تشير التوقعات بشأنه أن لن يلجأ إلى خفض حاد في الفائدة مجدداً في ظل البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى مرونة الاقتصاد.
التوقعات الآن في الأسواق تشير إلى احتمال بنسبة 87% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في نوفمبر.
أيضاً قفز العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى في 3 أشهر عند 4.222% وهو ما يزيد من الطلب على الدولار.
لكن الجدير بالذكر أنه بالرغم من ارتفاع مستويات الدولار والعائد على السندات الحكومية يبقى الذهب متماسك ومستمر في الارتفاع وتسجيل مستويات تاريخية بالرغم من العلاقة العكسية التي تربط بين الذهب والدولار وعوائد السندات، وذلك بسبب قوة الطلب الحالي على الملاذ الآمن في الأسواق المالية.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، ليسجل اعلى مستوى منذ عام، لتسجل التدفقات ما قيمته 23.7 طن ذهب.
حيث ساهمت صناديق الاستثمار في الذهب في أمريكا الشمالية بتدفقات تصل إلى 13.2 طن ذهب وأضافت أوروبا 4.6 طن ذهب، كما أضافت الصناديق في آسيا 5.8 طن ذهب.
يدل هذا الارتفاع الكبير في التدفقات النقدية على صناديق الاستثمار في الذهب أن المستثمرين ترى أن الذهب لا يزال أمامه المزيد من المكاسب، وأنه الاستثمار الأفضل حالياً.