استطاع سعر الذهب العالمي الارتفاع خلال الأسبوع الماضي ليسجل 8 أسابيع متتالية من المكاسب بالإضافة إلى تسجيل أعلى مستوى تاريخي جديد خلال الأسبوع، وذلك في ظل استمرار المخاوف في الأسواق المالية بشأن تأثير التعريفات الجمركية على التضخم العالمي مما دفعهم إلى الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2954 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2893 دولار للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند 2936 دولار للأونصة.
بعد أن ارتفع الذهب 8 أسابيع متتالية يكون قد سجل ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 12% ليرتفع في يناير بنسبة 6.6% ومنذ بداية شهر فبراير وحتى الآن ارتفع بنسبة 5%.
منذ تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي هذا الأسبوع عند 2954 دولار للأونصة ظل التداولات تحت منطقة 2940 – 2950 دولار للأونصة باعتبارها منطقة مقاومة مؤقتة للسعر، خاصة ان المؤشرات الفنية تظهر تشبع كبير في الشراء وفي حاجة إلى الدخول في تصحيح سلبي.
منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي فرض رسوما جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية ورسوما جمركية أخرى بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم. وقال يوم الأربعاء إنه سيعلن عن التعريفات الجمركية المتعلقة بالأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك.
تسببت سياساته في تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وذلك على الرغم من قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع له هذا العام، وأظهر في محضر اجتماعه الذي صدر يوم أمس أن المقترحات السياسية الأولية لترامب أثارت مخاوف بشأن ارتفاع التضخم وأكدت استمرار التوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة.
صرحت محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إنها تريد زيادة الاقتناع بأن التضخم سوف يتراجع بشكل أكبر هذا العام قبل خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، خاصة في ظل عدم اليقين بشأن التجارة الجديدة والسياسات الأخرى. كما صرح عضو البنك كريستوفر والر إنه بالرغم من أن تعريفات ترامب تسبب ارتفاعًا كبيرًا في التضخم، إلا أنه لا يزال يدعم إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لفترة أطول.
من جهة أخرى قامت مؤسسة جولدمان ساكس المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 من 2890 دولار للأونصة وذلك بسبب الطلب المرتفع من البنوك المركزية. وأشارت جولدمان ساكس أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي ومخاوف التعريفات الجمركية، فقد تصل أسعار الذهب إلى المستوى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.
تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 18 فبراير، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 9723 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما ارتفعت عقود البيع بمقدار 6107 عقد.
ويعكس التقرير انخفاض الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الأسبوع الأخير وسط عدم وضوح لتأثير التحركات التجارية الأخيرة من قبل ترامب على مستقبل التضخم والسياسة النقدية الأمريكية خاصة بعد ارتفاع معدلات التضخم خلال شهر يناير كما أظهر مؤشر أسعار المستهلكين.