انخفضت أسعار الذهب يوم الجمعة للجلسة الثانية على التوالي في ظل ارتفاع الدولار، بينما يترقب المستثمرون خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية، والذي قد يقدم مؤشرات جديدة على مسار السياسة النقدية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 3325 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3340 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3329 دولار للأونصة.
يستكمل الذهب الانخفاض الذي سجله يوم أمس ليستمر في التداول تحت مستوى المقاومة 3550 دولار للأونصة وتنحصر التداولات حول المتوسط المتحرك 50 يوم حول منطقة 3335 – 3330 دولار للأونصة.
يأتي هذا التراجع في سعر الذهب بسبب ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسي، في طريقه إلى تسجيل ارتفاع قوي هذا الأسبوع.
الدولار يرتبط بعلاقة عكسية مع الذهب لأن المعدن النفيس سلعة تسعر بالدولار وبالتالي فإن ارتفاع مستويات الدولار يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى غير الدولار.
انتعاش مستويات الدولار يأتي بسبب تراجع توقعات المضاربين في الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر القادم، حيث تتوقع الأسواق حالياً احتمال بنسبة 75% أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماعه القادم.
أظهر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي عقد في أواخر يوليو والذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء، دعم غالبية أعضاء البنك الفيدرالي للاحتفاظ بسياساتهم النقدية على المدى القريب. وبالتالي بقاء الفائدة عند مستوياتها الحالية وهو ما تسبب في تراجع توقعات الأسواق بخفض الفائدة لينعكس بشكل إيجابي على مستويات الدولار الأمريكي وبشكل سلبي على أسعار الذهب.
بقاء الفائدة مرتفعة يسحب الاستثمارات إلى سندات الخزانة الأمريكية التي تقدم عائد على حساب الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وبالتالي ترتفع تكلفة الفرصة البديلة للذهب.
ينصب التركيز الآن على خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول في وقت لاحق من يوم الجمعة، بحثًا عن المزيد من المؤشرات على مسار أسعار الفائدة. وسينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كان باول سيتناول البيانات الأخيرة التي تُظهر انخفاضًا طفيفًا في التضخم وتباطؤًا في سوق العمل.
وكان قد أشار رئيس البنك الفيدرالي إلى حالة عدم اليقين بشأن التأثير التضخمي للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، باعتبارها أكبر نقطة غموض أمام الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
مع استمرار احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، واستقطاب الدولار الأمريكي لبعض المشترين يواجه الذهب مقاومة قوية في السوق، ولكن إذا تم تفسير تصريحات باول على أنها تحول نحو سياسة نقدية متساهلة، فقد يتراجع الدولار الأمريكي وقد يرتفع الذهب مجددًا.