انخفضت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي يوم الاثنين، وذلك مع استقرار الدولار قرب أعلى مستوياته في ستة أشهر، في حين يترقب المستثمرون مزيدًا من الوضوح بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 4040 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4067 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 4055 دولار للأونصة.
لليوم الثالث على التوالي استمر الذهب في التراجع ولكن بشكل محدود وتدريجي لتبقى التداولات ضمن نطاق محدد فوق المستوى 4000 دولار للأونصة، وذلك مع استمرار حيادية مؤشرات الزخم التي تقلل من قوة حركة السعر خلال الجلسة.
مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من العملات الرئيسية يظل مرتفع بالقرب من أعلى مستوياته في ستة أشهر، ليتداول فوق المستوى 100 وإذا استمر في التداول فوق هذا المستوى، فسيكون هناك المزيد من الضغط على أسعار الذهب، وذلك بسبب العلاقة العكسية بين الذهب والدولار.
رفعت الأسواق توقعاتها لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر بشكل حاد بعد أن صرح جون ويليامز محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بأن البنك الفيدرالي لا يزال لديه مبرر لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وأشار ويليامز إلى المخاطر المحتملة على سوق العمل، مشيرًا أيضًا إلى انحسار مخاطر ارتفاع التضخم.
وقد قفزت رهانات خفض أسعار الفائدة إلى 74% من 40% يوم الجمعة عقب تصريحات جون ويليامز التي تحذر من رفع الفائدة. قبل أن تتراجع الاحتمالات إلى 69% اليوم الاثنين بأن البنك الفيدرالي قد يقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في ديسمبر.
من جهة أخرى حافظ أعضاء آخرون في البنك الاحتياطي الفيدرالي على موقفهم المتشدد، حيث دعت لوري لوغان رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إلى تثبيت سعر الفائدة لفترة، بينما حذر رئيسا البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو وكليفلاند من أن المزيد من خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي ينطوي على مجموعة واسعة من المخاطر على الاقتصاد.
هذا وقد أدى انتعاش الأسهم والأسواق الأخرى التي تعتمد على المخاطرة إلى تراجع الطلب على الذهب بشكل كبير، أيضاً تزايد التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ساعد على تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
قد تشهد الفترة المقبلة اتجاهًا هابطًا إلى سلبي في سعر الذهب، حيث لا يوجد دعم كبير للذهب حالياً في ظل غياب التوترات الجيوسياسية، والتوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي لن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقابل.
بالإضافة إلى هذا ينصب التركيز هذا الأسبوع على مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي لشهر سبتمبر، والتي من المتوقع أن تقدم المزيد من المؤشرات على أكبر اقتصاد في العالم، وذلك بعد أن تأخر صدور هذه البيانات بسبب الاغلاق الحكومي المطول في الولايات المتحدة.