واصلت أسعار الذهب خسائرها يوم الخميس لليوم الثاني على التوالي، حيث أدى انحسار التوترات التجارية إلى زيادة الإقبال على المخاطرة وأثر سلبًا على الطلب على أصول الملاذ الآمن، بالإضافة إلى تحسن نتائج أعمال شركات التكنولوجيا مما زاد من الطلب على المخاطرة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى عند 3365 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3390 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3371 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد انخفاض آخر كبير للذهب يوم أمس بنسبة 1.3% ليكسر المستوى 3400 دولار للأونصة ويستقر من وقتها تحت هذا المستوى.
عقب اتفاق التجارة هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة واليابان، صرح دبلوماسيان أوروبيان يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتجهان أيضًا نحو إبرام اتفاق تجاري قد يشمل فرض رسوم جمركية أمريكية أساسية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى إعفاءات.
عاد التفاؤل إلى الأسواق بإمكانية إبرام واشنطن المزيد من الصفقات التجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس لرفع الرسوم الجمركية على مجموعة من الاقتصادات الكبرى.
وقد انخفض سعر الذهب منذ تداول الأمس بفضل الأخبار الإيجابية حول صفقات التجارة العالمية، الأمر الذي يقلل من مخاطر تراجع النمو العالمي، ويدعم التوجه السائد نحو المخاطرة في الأسواق المالية.
من جهة أخرى تزايد الطلب على المخاطرة على حساب الذهب كملاذ آمن بفضل بعض الأرباح الإيجابية لقطاع التكنولوجيا، بعد أن سجلت شركة ألفابت المالكة لجوجل، نتائج أفضل من المتوقع في الربع الثاني مدعومة بالطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
كان التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي دافعًا رئيسيًا لشهية المخاطرة، بعد أن وقع ترامب يوم الأربعاء ثلاثة أوامر تهدف إلى تعزيز هذه الصناعة في الولايات المتحدة. هذا إلى جانب التفاؤل بشأن اتفاقية التجارة مع اليابان، أدى إلى تسجيل وول ستريت مستويات قياسية يوم الأربعاء.
الطلب حالياً منخفض من الباحثين عن ملاذ آمن في الأسواق المالية وهو ما يتسبب في تراجع سعر الذهب، بينما لا تزال مشتريات البنوك المركزية قوية وإن لم تكن بنفس قوتها في وقت سابق من العام، ولكن بشكل عام لا يزال من المتوقع ارتفاع سعر الذهب على المدى الطويل.
تترقب الأسواق اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده يومي 29 و30 يوليو ومن المتوقع أن يبقي اجتماع السياسة النقدية على أسعار الفائدة ضمن نطاقها الحالي. ويتوقع المستثمرون أن يستأنف البنك الفيدرالي تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر.
من جهة أخرى انخفض استهلاك الذهب في الصين بوتيرة أبطأ في النصف الأول من عام 2025، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن قويًا، وعوض جزئيًا عن تراجع الطلب على المجوهرات.
حيث أظهرت بيانات صادرة عن جمعية الذهب الصينية المدعومة من الدولة أن مشتريات الذهب في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 انخفضت بنسبة 3.5% على أساس سنوي لتصل إلى 505.205 طن، مقارنة بانخفاض بنسبة 5.6% في الفترة نفسها من عام 2024.