انخفضت أسعار الذهب قليلاً مع بداية جلسة اليوم الاثنين ليسود الاستقرار في التداولات، بعد أن سجلت ارتفاعاً حاداً على خلفية تصريحات متشددة من رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والتي دفعت الأسواق إلى زيادة توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.1% ليسجل أدنى مستوى عند 3359 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3368 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3367 دولار للأونصة.
يأتي هذا التراجع الطفيف في أسعار الذهب بعد أن ارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1% ليسجل أكبر ارتفاع يومي منذ 11 أغسطس، وذلك بسبب تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه القادم.
أشار جيروم بأول رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى أن البنك الفيدرالي يدرس خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لا سيما في ظل مؤشرات على تباطؤ سوق العمل.
لكن باول أشار أيضًا إلى أن القرار ليس نهائيًا، وأن التضخم الثابت وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لا يزالان يشكلان نقطة تحذير. مع ذلك دفعت تعليقات باول المتداولين إلى زيادة رهاناتهم على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
أظهرت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن المتداولين يتوقعون احتمالًا بنسبة 84.1% لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بزيادة عن مستويات 70% التي سجلت الأسبوع الماضي. وقد عمل هذا على ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير لأنه يميل إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدر للعائد.
من جهة أخرى ومع بداية هذا الأسبوع تزايد الطلب على المخاطرة في الأسواق المالية حيث تزايد الإقبال على أسواق الأسهم الأمريكية بعد التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي ينقل الاستثمارات من أسواق السندات إلى أسواق الأسهم.
نتيجة لهذا شاهدنا عمليات بيع على الذهب لتغذي التداول في أسواق الأسهم مرتفعة المخاطرة.
هناك مستوى دعم قوي للذهب حول المستوى 3350 دولار للأونصة على المدى القصير، بينما نجد أن الارتفاع المستدام لأسعار الذهب يحتاج إلى رؤية تراجع في مستويات التضخم خاصة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
يترقب المستثمرون الآن بيانات أسعار الاستهلاك الشخصي الأمريكية يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تظهر ارتفاع التضخم الأساسي تدريجيًا إلى أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2023 عند 2.9%.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 19 اغسطس، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 12838 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 4057 عقد.
ويعكس التقرير الذي يغطي الفترة السابقة تراجع طلب المضاربة على شراء الذهب خلال الفترة الماضية بسبب تضارب التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة، ولكن من المتوقع أن يتغير توجه المضاربين خلال الفترة القادمة.