ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي وتزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية التي قد يبدأها ترامب مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ، بينما ينتقل تركيز الأسواق اليوم إلى بيانات التضخم والنمو التي تصدر عن الولايات المتحدة الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2648 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2631 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2646 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس عند الاغلاق بعد تسجيله أدنى مستوى في أسبوع عند 2605 دولار للأونصة ليستكمل اليوم الارتفاع في محاولة لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التي سجلها يوم الاثنين الماضي حيث انخفض بنسبة 3.3%.
بشكل عام انخفض الذهب خلال شهر نوفمبر حتى الآن بنسبة 3.5% وسجل أدنى مستوى خلال الشهر عند 2536 دولار للأونصة وهو أدنى مستوى في شهرين، وذلك بسبب تأثير فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وجد الذهب الدعم من جراء التوقعات أن الحرب التجارية التي قد تتسبب بها الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة بعد تهديد ترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات من الصين وكندا والمكسيك، سيعمل هذا على زيادة أعباء الديون الأمريكية إلى جانب تخفيض الضرائب على الشركات الأمريكية.
من جانب آخر انخفض الدولار الأمريكي اليوم مقابل سلة من العملات الأمر الذي ساعد على ارتفاع الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، ولكن قد نشهد المزيد من التغيرات في أداء الدولار الأمريكي وبالتالي أسعار الذهب خلال جلسة اليوم بعد صدور العديد من البيانات الاقتصادية الهامة عن الولايات المتحدة اليوم.
حيث ستراقب الأسواق اليوم بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي، إلى جانب مؤشر طلبات اعانات البطالة والتقييم الأول للناتج المحلي الإجمالي، وهي البيانات التي قد تساهم في معرفة مستقبل تحركات السياسة النقدية خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم في ديسمبر.
تشير التوقعات في الأسواق حالياً إلى احتمال بنسبة 63% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم، واحتمال آخر بنسبة 37% بتثبيت أسعار الفائدة، وقد تتغير نسب التوقعات اليوم بعد صدور بيانات النمو والتضخم الأمريكية.
وعند النظر إلى التطورات الجيوسياسي، نجد أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا بين الكيان الصهيوني وجماعة حزب الله في لبنان قد دخل حيز التنفيذ، الأمر الذي قد يقلل من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق وبالتالي يحد من قدرة الذهب على تحقيق المزيد من المكاسب.
هذا وقد حذر بنك أوف أميركا في مذكرة صدرت مؤخرا من أن سياسات ترامب الاقتصادية، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة النمو في الولايات المتحدة وزيادة قوة الدولار، قد تحد من شهية المستثمرين للذهب.
فمن المتوقع أن يوزع ترامب المزيد من التخفيضات الضريبية على الشركات إلى جانب السياسات التوسعية الاقتصادية خلال ولايته الثانية، مما يدعم النمو ولكن أيضا يدفع التضخم إلى الارتفاع. ومن المتوقع أن يعمل هذا الاتجاه على إبقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة نسبيا في الأمد البعيد، مما يدعم الدولار وعوائد سندات الخزانة، في حين يحد من الطلب على الذهب.