انخفض الذهب يوم الخميس بفعل جني الأرباح بعد أن سجل أعلى مستوى له في أسبوعين تقريبًا في الجلسة السابقة، بينما قيم المستثمرون احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في ديسمبر وسط إشارات متضاربة من البنك الاحتياطي الفيدرالي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى عند 4142 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4165 دولار للأونصة ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4154 دولار للأونصة.
يأتي التراجع في سعر الذهب اليوم بسبب عمليات البيع لجني الأرباح بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس وسجل اعلى مستوى في أسبوعين تقريباً عند 4173 دولار للأونصة، ليتراجع السعر اليوم ولكنه يستقر حول المستوى 4150 دولار للأونصة.
تسعى الأسواق حالياً إلى جني الأرباح بعد ارتفاع الذهب يوم أمس، خاصة في ظل عدم وضوح الخطوة التالية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يدفع الذهب إلى الاستقرار وعدم التحرك في اتجاه محدد.
أدت الإشارات المتضاربة حول توقيت وحجم تخفيضات أسعار الفائدة إلى تسريع التدفقات المالية في الأسواق إلى التحوط في الأدوات المالية المرتبطة بأسعار الفائدة، حيث يسعى المستثمرون إلى الحماية من تزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، وفي نفس الوقت أثر هذا على أداء الذهب ليدفعه إلى التذبذب بدون اتجاه واضح.
صرح بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بقيادة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز والمحافظ كريستوفر والر، بأن تخفيف السياسة النقدية في ديسمبر قد يكون مبررًا نظرًا لضعف سوق العمل الذي يضغط على عوائد سندات الخزانة.
ولكن تناقض هذا مع العديد من رؤساء الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين الذين دعوا إلى وقف تخفيف السياسة النقدية مؤقتًا حتى يظهر التضخم اتجاهًا أكثر إقناعًا نحو هدف التضخم عند 2%.
في الوقت نفسه صرح كيفن هاسيت، الذي برز كمرشح بارز لخلافة جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، والذي يعد ممثل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل.
كل هذا التضارب دفع الأسواق المالية إلى البحث عن تحوط من التخبط في السياسات النقدية، حيث دخل المستثمرين في عمليات بيع لجني الأرباح على الذهب اليوم بعد ارتفاعه يوم أمس لتنتقل السيولة إلى أسواق أخرى متعلقة بتوقعات الفائدة.
بالرغم من هذا يتماسك الذهب ويحتفظ بمكاسبه التي سجلها خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، حيث يجد الدعم من البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي، فقد أظهرت بيانات يوم الأربعاء انخفاض طلبات إعانات البطالة الأسبوعية الأسبوع الماضي، على الرغم من أن سوق العمل يواجه صعوبة في توفير فرص عمل كافية للعاطلين عن العمل.
كما تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي في نوفمبر بسبب المخاوف بشأن الوظائف والتوقعات المالية للأسر. الأمر الذي يبقي الطلب على الذهب قائم بشكل عام ويمنعه من الانخفاض أو الدخول في تصحيح سلبي حاد.