شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاض خلال تداولات اليوم الجمعة في ظل أحجام تداولات ضعيفة مع نهاية العام، إلا أن الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم في زيادة الطلب على الملاذ الآمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2625 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2633 دولار للأونصة، وكان قد سجل يوم أمس أعلى مستوى منذ قرابة أسبوع عند 2639 دولار للأونصة.
يقبل الذهب على تسجيل تذبذب للأسبوع للرابع على التوالي في ظل تداول الأسعار في نطاقات محددة، بينما يواجه الذهب ضعف في أحجام التداول في الأسواق المالية العالمية مع اقتراب نهاية العام حيث يغلق العديد من المتداولين المؤسسيين والمشاركين في السوق دفاترهم قبل موسم العطلات.
بالإضافة إلى ذلك تكون إصدارات البيانات الاقتصادية والقرارات السياسية الرئيسية أقل عادةً في نهاية العام مما يقلل من المحفزات لتقلبات الأسعار الكبيرة.
لا تزال هناك نقاط ساخنة جيوسياسية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يبقي الطلب على الذهب كملاذ الآمن ويحمي أسعار الذهب من التراجع بشكل كبير.
كان مؤشر الدولار الأمريكي أعلى قليلاً في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة ليتداول بالقرب من أعلى مستوى في عامين الذي لامسه الأسبوع الماضي. وغالبًا ما يؤثر الدولار الأقوى بشكل سلبي على أسعار الذهب لأنه يجعل المعدن النفيس أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
بعد تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر ونوفمبر واصل البنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة التيسير في ديسمبر، وقد ألمح البنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إلى إمكانية إجراء تخفيضات أقل في عام 2025.
مع استعداد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير 2025، تستعد الأسواق لتحولات سياسية كبيرة تشمل التعريفات الجمركية وإلغاء القيود التنظيمية وتعديلات الضرائب. وهي الإجراءات التي من شأنها أن تزيد معدلات التضخم وفقاً للتوقعات، وبالتالي قد تزيد من الضغط على البنك الفيدرالي لإبطاء عمليات خفض أسعار الفائدة.
الذهب عادة ما يؤدي بشكل جيد خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وبالتالي سيكون الذهب أمام عدد من الأسباب التي سيكون لها تأثير مزدوج.
التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي المتعلق بالولايات المتحدة سيزيد من الطلب على الذهب، وفي الوقت نفسه نجد أن ارتفاع التضخم المحتمل وتراجع عمليات خفض الفائدة ستزيد من الطلب على الدولار وبالتالي تؤثر بشكل سلبي على الذهب.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر بمقدار 17.3 طن وذلك بعد أسبوعين متتاليين من انخفاض التدفقات النقدية.