أنهى الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض طفيف ليعد انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، ولكن بشكل عام كانت حركة الذهب محدودة بسبب فترة العطلات في الأسواق العالمي، بينما وجد الذهب بعض الضغط السلبي من ارتفاع عائدات سندات الخزانة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض بنسبة أقل من 0.1% خلال الأسبوع الماضي ليغلق تداولات الأسبوع عند 2622 دولار للأونصة وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2639 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2608 دولار للأونصة.
خلال تداولات يوم أمس الجمعة انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.5% ليمحي بعض المكاسب التي سجلها سابقاً خلال الأسبوع، لتظل أسعار الذهب العالمي تتداول تحت المتوسط المتحرك 50 يوم للجلسة السابعة على التوالي.
الجدير بالذكر أن أحجام التداول كانت عند أقل مستوياتها خلال تداولات الأسبوع بسبب عطلات أعياد الميلاد واغلاق البورصات والبنوك العالمية، ورغبة العديد من المستثمرين في اغلاق مراكزهم المالية مع اقتراب العام من نهايته.
قد يستمر هذا الوضع من التداولات الهادئة والعرضية خلال معظم فترات الأسبوع القادم، حتى تبدأ الأسواق في الانتظام التدريجي مع بداية العام الجديد.
واجه الذهب بعض الضغوط السلبي من ارتفاع العائد على السندات الحكومية بسبب التوقعات أن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى تأجيل قرارات أسعار الفائدة خلال العام القادم، وأنه قد يواجه عودة للتضخم بسبب سياسات التعريفات الجمركية والسياسات الجمركية التي قد تلجأ إليها إدارة دونالد ترامب التي تبدأ عملها في يناير 2025.
من جهة أخرى الدولار الأمريكي يستمر في التداول العرضي بالقرب من أعلى مستوى سجله في عامين، وذلك بعد أن حصل على دعم كبير بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير وتوقعات أعضاء البنك بخفضين فقط لأسعار الفائدة في 2025 بعد أن كانت توقعاتهم السابقة تشير إلى 4 مرات خفض.
يذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قام بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا العام في ديسمبر الجاري، وذلك للاجتماع الثالث على التوالي لتصل إجمالي عمليات خفض الفائدة خلال عام 2024 إلى 100 نقطة أساس.
ويرجع تغير نظرة البنك الفيدرالي إلى الثبات الذي أظهره التضخم خلال الشهر الأخيرة إلى جانب تهيئة البنك الفيدرالي نفسه لتقبل سياسة إدارة ترامب الجديدة، وما قد ينتج عنها من ضغوط تضخمية.
أسعار الذهب تنتعش في بيئة أسعار الفائدة منخفضة لأن ذلك يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع الاستثمارات الأخرى مثل السندات الحكومية، وتوقع البنك الفيدرالي بتقليل عمليات خفض الفائدة في العام القادم تسبب في ضغوط سلبية على الذهب.
لكن لا يزال يجد الذهب الدعم من استمرار الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق العالمي في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق في العام، بالإضافة إلى توقعات باستمرار مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب في التزايد خلال العام القادم خاصة بعد أن عاد البنك المركزي الصيني إلى شراء الذهب في نوفمبر الماضي بعد توقف استمر 6 أشهر.