التقرير اليومي للذهب عالميا من جولد بيليون29/12/2025

المصدر : جولد بيليون

انخفضت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد أن سجلت مستويات قياسية في الجلسة السابقة، حيث جنى بعض المستثمرين أرباحهم وارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف، ولكن تبقى المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية تدعم جاذبية الذهب على نطاق أوسع.

سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 1.3% ليسجل أدنى مستوى عند 4445 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4542 دولار للأونصة، ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4474 دولار للأونصة.

يأتي هذا الانخفاض في سعر الذهب بسبب عمليات البيع لجني الأرباح بعد أن سجل الذهب خلال الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي أعلى مستوى تاريخي للذهب عند 4550 دولار للأونصة والذي يعد مستوى مقاومة دفع السعر إلى التراجع مع بداية تداولات اليوم.

التراجع الحالي في مستويات الذهب ناتج عن عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد تسجيل الذهب مستوى تاريخي جديد خلال الجلسة الماضي، هذا بالإضافة إلى تراجع في الطلي على الملاذ الآمن بعد تطورات إيجابية في التوترات الجيوسياسية الحالية.

فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بأنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقتربان كثيرًا وربما يكونان على وشك التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد عمل هذا على تهدئة المخاوف في الأسواق ليساعد على بداية عمليات البيع لجني الأرباح على الذهب.

لكن بشكل عام تبقى العوامل الحالية في الأسواق تدعم ارتفاع الذهب على المدى المتوسط، حيث أصبح المستوى 5000 دولار للأونصة هدف واقعي للذهب خلال العام القادم، خاصة إذا تبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

ولا تزال الأسواق تتوقع خفضين لأسعار الفائدة الأمريكية العام المقبل، في انتظار صدور محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر، بحثًا عن مؤشرات إضافية حول السياسة النقدية.

يميل الذهب إلى الارتفاع وتسجيل أداء جيد عند تراجع أسعار الفائدة الأمريكية، ويرجع السبب وراء ذلك إلا أن الذهب أصل لا يقدم عائد لممتلكيه، وبالتالي انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب، بمعنى أن تراجع الفائدة يدفع السيولة النقدية إلى التحرك بعيداً عن الاستثمار في السندات الحكومية الأمريكية لصالح الذهب الذي يعد استثمار بديل آمن.

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2025، حيث قفز بنسبة أكبر من 70% حتى الآن، محطمًا بذلك العديد من المستويات القياسية. وكان ذلك مدفوعا بعدد من العوامل الرئيسية أهمها التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية، وزيادة حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب المادي.

بالإضافة إلى ذلك نجد أن سياسة التخلص من الدولار الأمريكي التي اتبعتها العديد من الدول منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، ساعد على انتقال رؤوس أموال ضخمة إلى الذهب باعتباره البديل الأمثل الذي لا يتأثر بالتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، بل يحافظ على الاستثمارات من هذه التقلبات.