انخفضت أسعار الذهب العالمي اليوم الخميس إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع بعد أن قضت محكمة اتحادية أمريكية بمنع الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن في حين زاد ارتفاع الدولار من الضغط السلبي على الذهب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند 3245 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3289 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2378 دولار للأونصة.
انخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.4% بعد أن ساهم تراجع ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية الأوروبية في زيادة الاقبال على المخاطرة وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما أثر انتعاش الدولار على مدى ثلاث جلسات بشكل سلبي على الذهب.
أوقفت محكمة تجارية أمريكية يوم الأربعاء تطبيق رسوم ترامب الجمركية، حيث قضت بأن الرئيس قد تجاوز صلاحياته بفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات من الدول التي تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي قد فرض في الثاني من أبريل رسومًا جمركية متبادلة على عدة دول مما أثار مخاوف من ركود عالمي، ومع ذلك تم تعليق العديد من هذه الرسوم الجمركية الخاصة بكل دولة بعد أسبوع.
يذكر أن إدارة ترامب قدمت طلب استئناف على حجم المحكمة متحديةً بذلك سلطة المحكمة، ومشيرةً إلى احتمال اللجوء إلى المحكمة العليا إذا لزم الأمر. وعقب قرار المحكمة التجارية ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من العملات الرئيسية مما زاد من تكلفة الذهب المسعر بالدولار، بالإضافة إلى ارتفاع العقود الآجلة في وول ستريت والأسهم الآسيوية أيضًا.
تزايدت شهية المخاطرة بفضل الرهانات على أن ترامب لن يتمكن من المضي قدمًا في أجندته المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي كانت مصدرًا رئيسيًا لعدم اليقين في السوق حتى الآن هذا العام. لكن المحللين حذروا من أن رسوم ترامب الجمركية من المرجح أن تبقى سارية مع استئنافه للقرار، وأن العملية القانونية قد تنذر بمزيد من عدم اليقين في الأسواق.
على المدى الطويل يظل الاتجاه الإيجابي هو السائد بالنسبة لأسعار الذهب خاصة وسط توقعات بتراجع الدولار، بالإضافة إلى الضغوط التضخمية وارتفاع البطالة التي حظر منها البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال محضر اجتماعه الذي صدر يوم أمس.
فقد أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي عقد في يومي 6 و7 مايو الجاري أن أعضاء البنك قلقون بشأن احتمال ارتفاع التضخم والبطالة، وهو سيناريو قد يجبر البنك على الاختيار بين تطبيق سياسة نقدية أكثر صرامة لمكافحة التضخم أو خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي والتوظيف.
من جهة أخرى أوصى بنك جولدمان ساكس يوم الأربعاء بتخصيص استثمارات أكبر من المعتاد للذهب في المحافظ طويلة الأجل، ليشير إلى أن ارتفاع المخاطر يؤثر على مصداقية المؤسسات الأمريكية، ويزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي.
في سياق آخر قفزت واردات الذهب إلى سويسرا من الولايات المتحدة في أبريل إلى أعلى مستوى شهري لها منذ عام 2012 على الأقل، بعد استبعاد المعادن النفيسة من الرسوم الجمركية الأمريكية وفقًا للبيانات الصادرة.