استقرت أسعار الذهب بشكل كبير خلال تداولات اليوم الأربعاء، مع ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية أمريكية رئيسية واجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة.
تداول سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم حول المستوى 4200 دولار للأونصة حيث سجل اعلى مستوى عند 4229 دولار للأونصة وأدنى سعر عند 4197 دولار للأونصة ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4202 دولار للأونصة.
تأتي التحركات الضعيفة في الذهب العالمي اليوم بعد انخفاض كبير خلال تداولات الأمس بعد أن افتتح جلسة الأسبوع بتسجيل أعلى مستوى منذ 6 أسابيع، حيث يسيطر الترقب على أسواق الذهب حالياً في انتظار عدد من البيانات الاقتصادية الهامة.
يترقب المستثمرون بيانات التوظيف الأمريكية لشهر نوفمبر (ADP) المقرر صدورها اليوم، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر (PCE) يوم الجمعة القادمة، والذي تأخر صدوره بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية.
ستساعد هذه البيانات على إيضاح الصورة بعض الشيء بالنسبة للأسواق فيما يتعلق بقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع القادم بخصوص أسعار الفائدة، وكانت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة والإشارات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قد عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك يومي 9 و10 ديسمبر.
تضع الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 90% تقريبًا لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم، وهو الأمر الذي يعد إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه وانخفاض الفائدة يقلل من عوائد السندات الحكومية وبالتالي يدفع الاستثمار إلى الذهب كبديل آمن.
التوقعات بتوجه البنك الفيدرالي الأمريكي إلى تيسير السياسة النقدية وانتهاج خفض الفائدة التدريجي دفع الدولار الأمريكي إلى الانخفاض، ليتراجع إلى أدنى مستوياته منذ منتصف نوفمبر الماضي مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأمر الذي يجعل الذهب أكثر جاذبية في ظل العلاقة العكسية بينهما.
من جهة أخرى نجد أن توقعات الأسواق أيضًا بتغيير في قيادة الاحتياطي الفيدرالي يساهم في استقرار الطلب على الذهب، خاصة أن التقارير تشير إلى أن كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض والمعروف بدعمه لخفض أسعار الفائدة، هو المرشح الأوفر حظًا لخلافة الرئيس الحالي جيروم باول.
أيضاً استقرت الأسهم العالمية يوم الأربعاء مدعومة بانتعاش سوق الأسهم الأمريكية يوم أمس مع انحسار موجة البيع القصيرة في أسواق السندات والعملات المشفرة، وهو السبب وراء استقرار حركة الذهب وتقليص فرص الارتفاع حالياً.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية قد اشترت 53 طنًا صافيًا من الذهب في أكتوبر، بارتفاع بنسبة 36% على أساس شهري، مسجلةً بذلك أعلى طلب صافي شهري منذ بداية العام حتى تاريخه.