التقرير اليومي للذهب عالميا من جولد بيليون30/12/2025

المصدر : جولد بيليون

شهدت أسعار الذهب في ختام تعاملات العام حالة من التذبذب الواضح، بعد أن فقد المعدن النفيس جزءًا من زخمه عقب تسجيله مستويات قياسية غير مسبوقة بداية هذا الأسبوع. هذا الأداء يعكس انتقال السوق من مرحلة الصعود القوي إلى مرحلة أكثر حذرًا، تتداخل فيها عمليات جني الأرباح مع محاولات الاستقرار النسبي.

سجل سعر اونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.9% ليسجل أعلى مستوى عند 4383 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4341 دولار للأونصة ليتداول السعر حالياً عند المستوى 4372 دولار للأونصة.

الارتفاع اليوم يأتي بعد انخفاض كبير في الذهب خلال جلسة الأمس بنسبة 4.4% سجل خلاله أدنى مستوى في أسبوعين عند 4302 دولار للأونصة، وتسبب في خروج مؤشر الزخم على المستوى اليومي من منطقة التشبع في الشراء.

السلوك السعري الحالي للذهب يعكس حساسية السوق لأي تحركات مفاجئة في السيولة أو تغيرات في شهية المستثمرين مع اقتراب نهاية العام.

التراجع يوم أمس جاء في الأساس نتيجة عمليات جني أرباح مكثفة، عقب ارتفاع قوي سجل خلال عام 2025، حيث تشير البيانات إلى أن الذهب حقق مكاسب تقارب 66% منذ بداية العام. هذا الارتفاع الكبير دفع بعض المستثمرين إلى تأمين أرباحهم، خاصة مع اغلاق العديد من المراكز السنوية مع نهاية العام.

ضعف السيولة في الأسواق العالمية بنهاية العام لعب دورًا إضافيًا في تضخيم التحركات السعرية، إذ تؤدي أحجام التداول المحدودة إلى زيادة حدة التقلبات سواء في اتجاه الصعود أو الهبوط، دون أن يعكس ذلك بالضرورة تغيرًا جوهريًا في الاتجاه العام.

في المقابل تلقى الذهب اليوم بعض الدعم من عودة الطلب عليه كملاذ آمن، فقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو ستراجع موقفها التفاوضي بشأن أوكرانيا بعد ما وصفه بهجمات مزعومة بطائرات مسيرة على مقر إقامته، مما زاد من حالة عدم اليقين في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة والتي تعاني أصلًا من التعثر. هذا الدعم ساعد على الحد من خسائر الذهب ومنح الأسعار فرصة للتماسك فوق مستوياتها المتراجعة.

الأسواق تتابع عن كثب أي بيانات أو إشارات صادرة عن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نظرًا لتأثيرها المباشر على تحركات الذهب. التوقعات المتداولة حاليًا تشير إلى احتمال توجه السياسة النقدية نحو خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026، وهو عامل ينظر إليه على أنه داعم للمعدن النفيس.

ترى الأسواق أن ما يشهده الذهب حاليًا يصنف ضمن حركة تصحيح طبيعية، بعد موجة صعود قوية وطويلة. خاصة أن الأساسيات الداعمة للذهب لم تتغير بشكل جوهري رغم التراجع الأخير. كما أن الأداء الأخير يؤكد أن الذهب، رغم تراجعه، لا يزال يتحرك عند مستويات مرتفعة تاريخيًا، ما يعكس استمرار الاهتمام به كأداة تحوط في بيئة اقتصادية تتسم بعدم اليقين.

بينما يرى البعض الآخر أن الضغط على الأسعار قد يستمر على المدى القصير، خاصة إذا استمرت عمليات جني الأرباح أو ظهرت عوامل فنية إضافية تعزز الاتجاه التصحيحي.