استقرت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم، حيث يقوم المستثمرون بتقييم حالة عدم اليقين التجاري الأمريكي المستمرة، إلى جانب ترقب قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من اليوم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 3333 دولار للأونصة بعد ان افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3327 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3330 دولار للأونصة.
شهد الذهب يوم أمس ارتفاع معتدل لينهي سلسلة من التراجع استمرت 4 جلسات متتالية، وذلك في ظل عدم رغبة المستثمرين فتح صفقات جديدة على الذهب قبل صدور قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في قت لاحق من جلسة اليوم.
تركز الأسواق اليوم على اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي حيث من المتوقع أن يبقي البنك الفيدرالي على أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25%-4.50%. وذلك على الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك الفيدرالي ورئيسه جيروم باول للقيام بخفض أسعار الفائدة، وكان آخرها زيارته للبنك يوم الجمعة الماضية والاجتماع بباول.
التركيز الأهم للأسواق سيكون على تصريحات رئيس البنك الفيدرالي فيما يتعلق عن أي تلميحات حول تعديلات محتملة على أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، خاصة أن الأسواق تتوقع أن يبدأ البنك في خفض الفائدة في سبتمبر القادم.
بالإضافة إلى هذا تصدر بيانات الوظائف الأمريكية هذا الأسبوع والتي توضح بشكل كبير أداء الاقتصاد الأمريكي وتساهم في توقعات الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة.
الجدير بالذكر أن الذهب يجد الدعم من انخفاض أسعار الفائدة لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه، بالتالي أية إشارة واضحة للبنك الفيدرالي بتغير سياسة الإبقاء على الفائدة لصالح خفضها خلال الفترة القادمة من شأنه أن يدعم ارتفاع أسعار الذهب.
إذا استطاع الذهب ان يختتم تداولات هذا الأسبوع فوق المستوى 3350 دولار للأونصة سيعمل هذا على زيادة الضغط الإيجابي على الذهب خلال الفترة القادمة ليعود إلى اختبار المستوى 3400 دولار للأونصة من جديد.
أيضاً هناك دعم للذهب كملاذ آمن بسبب حالة عدم اليقين التجاري مع اقتراب الموعد النهائي للرسوم الجمركية الذي حدده الرئيس دونالد ترامب في الأول من أغسطس. وكانت أسعار الذهب قد تراجعت خلال الفترة الأخيرة بعد اتفاق الولايات المتحدة مع كلا من اليابان والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تمديد فترة الاتفاق التجاري مع الصين.
عملت هذه الاتفاقيات على تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية لينعكس بشكل سلبي على أسعار الذهب، ولكن بشكل عام يبقى الحذر قائم حتى انتهاء المهلة والاعلان عن قرارات واضحة بشأن الاتفاقات التجارية الأمريكية مع شركائها التجاريين.
من جهة أخرى استقر الذهب خلال تداولات اليوم بعد أن توقف الدولار الأمريكي عن الارتفاع بسبب تراجع العائد على السندات الحكومية الأمريكية إلى ادنى مستوياتها في شهر، الأمر الذي يقدم دعم إيجابي للذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.