استقر الذهب دون مستوى 4000 دولار أمريكي للأونصة مجددًا يوم الثلاثاء، حيث حافظ الدولار على مرونته عند أعلى مستوياته في أكثر من ثلاثة أشهر، في حين أدى تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية مرة أخرى في ديسمبر، وتراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تراجع الطلب على الذهب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 3966 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4005 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3991 دولار للأونصة.
للجلسة الثالثة على التوالي يتداول الذهب في نطاق ضيق حول المستوى 4000 دولار للأونصة، وذلك في ظل غياب الزخم الكافي سواء للصعود او الهبوط، بالإضافة إلى كون مؤشر الزخم على المستوى اليومي يتداول في نطاق محايد.
استقر الدولار الأمريكي ليتداول قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، حيث حفز انقسام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتداولين على تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة. وبالطبع يصاحب ارتفاع الدولار تأثير سلبي على الذهب، حيث يعيد المتداولون تقدير احتمالية خفض آخر لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية هذا العام، لكن رئيسه جيروم باول صرح بأن خفضًا آخر هذا العام ليس أمرًا مفروغًا منه، ومنذ ذلك الحين خفضت الأسواق توقعاتها بخفض أسعار الفائدة على المدى القريب، ويتوقع المشاركون في السوق الآن احتمالًا بنسبة 65% لخفض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر، بانخفاض عن أكثر من 90% قبل تصريحات بأول.
ومما زاد من حالة عدم اليقين هو تعبير العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين عن آراء متضاربة بشأن الاقتصاد. حيث شدد بعض صانعي السياسات على ضرورة توخي الحذر من التضخم، بينما أشار آخرون إلى مؤشرات على تباطؤ زخم سوق العمل.
وعزز هذا الانقسام الشكوك حول موعد استئناف البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، مما حافظ على دعم الدولار وتأثيره السلبي على أسعار الذهب.
يميل الذهب الذي لا يدر أي عائد لممتلكين إلى فقدان جاذبيته عندما تظل أسعار الفائدة مرتفعة أو عندما يرتفع سعر الدولار. وقد أثر احتمال انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع العائدات الحقيقية على طلب المستثمرين.
ومع ذلك نجد إن انخفاض سعر الذهب لا يزال محدودًا بسبب هشاشة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. بالإضافة إلى تجدد المخاوف بشأن صادرات الرقائق المتقدمة مما يقلص التفاؤل في الأسواق.
يترقب المستثمرون صدور بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة عن ADP، والمقرر صدورها يوم الأربعاء، ومؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن ISM هذا الأسبوع، بحثًا عن مؤشرات على خفض أسعار الفائدة. وفي حال تراجع بيانات الوظائف سيعمل هذا على زيادة فرص الذهب للارتفاع.