انخفض سعر الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بشكل طفيف بعد أن سيطر التذبذب على تحركات الذهب، ليسجل أول انخفاض أسبوعي بعد 3 أسابيع متتالية من الارتفاع سجل خلالها مستويات تاريخية، ولكن تحسن بيانات قطاع العمالة الأمريكية ساعد على توقف ارتفاعات الذهب.
خلال الأسبوع الماضي انخفض أونصة الذهب العالمي بنسبة 0.2% ليغلق تداولات الأسبوع عند 2653 دولار للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى عند 2673 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2624 دولار للأونصة.
البداية تعد ضعيفة للذهب في تداولات شهر أكتوبر، ولكن حقيقة أن الذهب لم يشهد انخفاض حاد، ولم يغلق تداولات الأسبوع الماضي تحت مستوى هام تدل أن فرص استمرار صعود المعدن النفيس لا تزال موجودة وبقوة.
التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عند ذروتها في ظل التصعيد بين الكيان الإسرائيلي وإيران، وهو الأمر الذي يبقي على الذهب مرتفعاً بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 2685 دولار للأونصة، في ظل استمرار الطلب على الملاذ الآمن.
ولكن الطلب الاستثماري على الذهب يشهد تغيرات وصعود وهبوط وفقاً لتوقعات الأسواق المالية فيما يتعلق بمستقبل أسعار الفائدة، وقد شهدنا الإقبال على معدلات الاستثمار في الذهب يتغير بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، سواء بالزيادة أو بالنقصان.
تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 1 اكتوبر، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 17521 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 2062 عقد.
ويعكس التقرير تراجع في الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بسبب تراجع تسعير الأسواق لخفض الفائدة بشكل حاد من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي. حيث تضع الأسواق احتمال الآن يصل إلى 95%، أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط. بينما تراجعت توقعات خفض الفائدة إلى 50 نقطة أساس لتصبح بنسبة 5%.
عند الحديث عن بيانات قطاع العمالة الأمريكي، نجد أن مؤشر تقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر يوم أمس أظهر ارتفاع كبير في أعداد الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر سبتمبر، وهو الأمر الذي يدل على استقرار قطاع العمالة، وبالتالي عمل على تقليص التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بشكل حاد خلال الفترة القادمة.
تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة في سبتمبر وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%، مما خفف الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى في اجتماعه للسياسة النقدية يومي 6 و7 نوفمبر.
من جهة أخرى، ارتفعت مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى أعلى مستوى منذ سبعة أسابيع. وقد عمل هذا على تراجع مستويات الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط المعدن النفيس بالدولار الأمريكي منذ كونه سلعة يتم تسعيرها بالدولار.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي عن تراجع في الطلب من قبل البنوك المركزية العالمية على الذهب خلال شهر أغسطس، ليصل صافي مشتريات البنوك إلى 8 طن من الذهب فقط وهو أدنى مستوى منذ مارس الماضي.
على أساس سنوي حتى الآن تمثل البنوك المركزية في الأسواق الناشئة 70٪ من إجمالي المشتريات الصافية المبلغ عنها، حيث تشكل تركيا 25٪ من إجمالي مشتريات البنوك المركزية حتى الآن.
وعلى مستوى الدول أضافت أربعة بنوك مركزية فقط في اغسطس ذهب بشكل صافي (طن أو أكثر) إلى احتياطاتها. وكان البنك الوطني البولندي أكبر مشتري حيث أضاف 6 أطنان صافية ورفع حيازاته من الذهب إلى 398 طن. واصلت بولندا مسار الشراء الصافي على مدى الأشهر الخمسة الماضية، حيث أضافت 39 طن خلال هذه الفترة.