ارتفعت أسعار الذهب العالمي مع بداية الجلسة الأمريكية اليوم الثلاثاء وذلك بعد تداولات عرضية في ظل امتناع المستثمرين عن اتخاذ مراكز جديدة على الذهب قبل الانتخابات الأمريكية التي تبدأ اليوم، هذا بالإضافة إلى ترقب الأسوق لاجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي يوم الخميس القادم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2750 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2737 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2724 دولار للأونصة.
تبقى تداولات الذهب منذ بداية الأسبوع منحصرة تحت المستوى 2750 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجل الأسبوع الماضي أعلى مستوى تاريخي عند 2790 دولار للأونصة.
اليوم ينصب تركيز الأسواق العالمية على انتخابات الرئاسة الأمريكية مع بداية التصويت في وقت لاحق من جلسة اليوم، حيث تقترب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب من التساوي في استطلاعات الرأي، مما يجعل نتيجة السباق الرئاسي الأميركي غير مؤكدة وربما غير مؤكدة لأيام بعد انتهاء التصويت.
التداولات الضعيفة للذهب منذ جلسة الأمس ناتجة عن رغبة المستثمرين الانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة على الذهب قبل الانتخابات الأمريكية، وقرار الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكية.
ولكن بشكل عام يبقى الاتجاه الصاعد للذهب هو المسيطر حالياً، وقد يرتفع الذهب بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، خاصة أن كلا المرشحين يدعم استمرار الإنفاق الحكومي الحالي بل وزيادته، مما يعني المزيد من الضغوط التضخمية التي تدفع الأسواق الى اللجوء للذهب كتحوط.
ولكن اقتراب الذهب من مستهدفه لهذا العام عند 2800 دولار للأونصة قد يدفع السعر إلى التذبذب والتقلب خلال الفترة القادمة، وذلك قبل أن يعود ويستكمل رحلة الصعود، حيث تضع معظم المؤسسات المالية العالمي مستهدف للذهب خلال عام 2025 عند 3000 دولار للأونصة أو أعلى.
من جهة أخرى فإن قرار الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع سيكون محط أنظار الأسواق أيضاً، وعلى الرغم من أن قرار خفض الفائدة من قبل البنك بمقدار 25 نقطة أساس قد تم تسعيره بالفعل في الأسواق، إلى أن بيان البنك وتصريحات رئيسه جيروم باول سيكون لها اهتمام كبير في الأسواق.
في حال قرر البنك الفيدرالي بالفعل خفض الفائدة سيكون القرار الثاني هذا العام بعد أن بدأ البنك في خفض الفائدة في سبتمبر الماضي بمقدار 50 نقطة أساس، وتحتاج الأسواق إلى معرفة التحركات القادمة للسياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد الضعف الكبير الذي ظهر على بيانات قطاع العمالة الأمريكية مؤخراً بالإضافة إلى ثبات معدلات التضخم.
من جهة أخرى تستقر مستويات الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين التي سجلها يوم أمس مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو ما يعكس انتظار الأسواق أيضاً قبل التعامل على الدولار باتجاه واضح، خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت دعم كبير للدولار الأمريكي بعد أن تزايدت التوقعات أن دونالد ترامب قد يتفوق على منافسته.
تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 29 اكتوبر، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 5177 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 12374 عقد.
ويعكس التقرير تذبذب في الطلب على الاستثمار في الذهب بسبب رغبة الأسواق في مراقبة التطورات السياسية المتعلقة بالانتخابات الأمريكية في البداية قبل توسيع استثماراتها في الذهب.