من جديد تحركت أسعار الذهب العالمي اليوم في نطاق محدد من التداولات يعكس عدم رغبة المستثمرين في فتح مراكز كبيرة قبل بيانات تقرير الوظائف الأمريكية الذي يصدر غدا عن الولايات المتحدة، بينما ساعدت تصريحات رئيس البنك الفيدرالي على بقاء الذهب في مسار عرضي في انتظار تحركات جديدة للسياسة النقدية.
افتتح سعر أونصة الذهب العالمي تداولات اليوم عند المستوى 2649 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2644 دولار للأونصة وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2655 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2641 دولار للأونصة.
يستمر الذهب في التداول في نطاق محدد من التداولات منذ بداية الأسبوع بدون أن يتخذ اتجاه محدد، وذلك يعكس عدم رغب المستثمرين في الرهان على اتجاه محدد قبل صدور بيانات تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي يوم غد الجمعة.
تقرير الوظائف من المتوقع أن يظهر بيانات قوية عن شهر أكتوبر إلى حد ما، وإذا رأينا ضعف في التقرير فقد يضيف بعض الدعم لأسعار الذهب حيث تضع السوق في الحسبان أن الاقتصاد الأمريكي يعمل بشكل جيد للغاية.
مع اقتراب العام من نهايته لا يقوم المستثمرين الكبار وصناديق التداول باتخاذ قرارات كبيرة وحاسمة خلال هذا التوقيت، لذا تعتمد التداولات على عوامل واضحة في تأثيرها مثل بيانات الوظائف هذا الأسبوع أو قرار البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم يومي 17 – 18 ديسمبر.
هذا وقد صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن الاقتصاد الأمريكي أقوى من المتوقع واقترح موقفًا أكثر حذرًا تجاه خفض أسعار الفائدة. في حين لم يقلل من توقعات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، ولكن تعليقات باول حفزت بعض الحذر بشأن وتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة في عام 2025. كما حفزت توقعات السياسات التضخمية في عهد ترامب حالة من عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة المرتفعة المحتملة في الأمد البعيد.
كما صرحت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إنه لا توجد حاجة ملحة لخفض أسعار الفائدة.
يذكر إن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة على المدى الأطول يبشر بمزيد من الضغوط على الذهب وباقي المعادن كونها لا تقدم عائد لحائزيها.
هذا وتضع الأسواق المالية احتمال بنسبة 75% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، واحتمال آخر بنسبة 25% أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير.
الجدير بالذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى لم يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر، فقد يؤدي هذا إلى مزيد من عمليات البيع في المراكز المالية قبل نهاية العام مما يجر أسعار إلى الانخفاض.
وعند النظر إلى الدولار الأمريكي نجد استقرار التداولات بالقرب من أعلى مستوياته في عامين، وذلك على الرغم من التراجعات الطفيفة التي يشهدها آخر 3 جلسات، فقد وجد الدولار الدعم من التهديدات التي قدمها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للعديد من الدول بزيادة التعريفات الجمركية.
تماسك الدولار الأمريكي عند مستويات مرتفعة أثر بالسلب على أداء أسعار الذهب، ليجبر الأسعار إلى التحرك في نطاق عرضي محدود في انتظار حافز مناسب من بيانات الوظائف هذا الأسبوع ليخرج الذهب من هذا النطاق ويحدد تحركاته القادمة.