ارتفع الذهب يوم الجمعة مع تراجع الدولار بعد أن أشارت تقارير وظائف القطاع الخاص الأمريكي إلى ضعف في سوق العمل، ورفعت التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة الأمريكية، في حين عزز الإغلاق الحكومي المطول الطلب على الملاذ الآمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى عند 4011 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3979 دولار للأونصة ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4009 دولار للأونصة.
يستمر الذهب في التحرك ضمن نطاق عرضي منذ الأسبوع الماضي حول المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة دون تحديد اتجاه واضح لتحركاته، وذلك في ظل الحيادية في مؤشر الزخم والذي لا يعطي أفضلية لأي اتجاه في الذهب حالياً.
أظهرت بيانات يوم الخميس أن الاقتصاد الأمريكي فقد وظائف في أكتوبر وسط خسائر في قطاعي الحكومة والتجزئة، بينما أدت إجراءات خفض التكاليف واعتماد الشركات للذكاء الاصطناعي إلى زيادة في عمليات تسريح العمال المعلنة.
لا تزال بيانات الوظائف الخاصة تشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، ولهذا السبب تتلقى أسعار الذهب بعض الدعم، أيضاً تراجع الدولار بعد أن كان متصدرًا أمام العملات الرئيسية، حيث استغل المستثمرون الذين يفتقرون إلى بيانات رسمية عن سوق العمل الأمريكي مؤشرات ضعف في استطلاعات القطاع الخاص لتنعكس بالسلب على الدولار.
هذا وقد أدى الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول الذي دخل شهره الثاني إلى تأخير إصدار التقارير الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك بيانات التوظيف والتضخم، مما ترك الأسواق في حالة عدم يقين ودفع المستثمرين إلى الاعتماد على استطلاعات القطاع الخاص للحصول على مؤشرات اقتصادية.
عادةً ما يزيد ضعف سوق العمل من احتمالية خفض أسعار الفائدة، ويتوقع المشاركون في السوق الآن أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر بنسبة 67%، ارتفاعًا من حوالي 60% في الجلسة السابقة. وكان قد خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، وأشار رئيسه جيروم باول إلى أن هذا قد يكون آخر خفض لتكاليف الاقتراض لهذا العام.
أيضاً أدى الجمود في الكونغرس إلى ما يعتبر الآن أطول إغلاق حكومي أمريكي على الإطلاق، مما أجبر المستثمرين والبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد على البيانات، على الاعتماد على مؤشرات القطاع الخاص. ويميل الذهب غير المدر للعائد إلى تحقيق أداء جيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي ارتفاع في صافي التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب المادي للشهر الخامس على التوالي خلال أكتوبر، لتسجل ارتفاع صافي التدفقات بمقدار 54.9 طن من الذهب.
أدى ارتفاع أسعار الذهب والتدفقات الاستثمارية الضخمة إلى ارتفاع إجمالي الأصول المدارة لصناديق الذهب المتداولة العالمية إلى مستوى قياسي جديد. كما شهدت أحجام تداول سوق الذهب ارتفاعًا هائلاً، حيث بلغ متوسطها اليومي 561 مليار دولار أمريكي.