تراجع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الثلاثاء لليوم الخامس على التوالي ليسجل أدنى مستوى في أسبوع، وذلك في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية إلى جانب انتظار الأسواق لمحضر اجتماع البنك الفيدرالي وبيانات التضخم الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل ادنى مستوى في أسبوع عند 2628 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2642 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2636 دولار للأونصة.
استمر تراجع سعر الذهب لخمس جلسات متتالية ليتداول حالياً عند مستوى الدعم الهام 2630 دولار للأونصة الذي يمثل الحد السفلي لنطاق المنطقة العرضية التي يتحرك خلالها الذهب منذ أكثر من أسبوعين.
يأتي هذا في ظل تداول الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوياته منذ أسبوع، حيث وجد الدعم من ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات التي ارتفعت إلى المستوى 4% للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين.
ارتفاع الدولار وعوائد السندات الأمريكية من العوامل السلبية بالنسبة لسعر الذهب، لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد للمستثمرين على عكس السندات.
يذكر أن الذهب قد فقد المزيد من الزخم بعد بيانات تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر سبتمبر الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، حيث أظهر ارتفاع كبير في أعداد الوظائف الجديدة بالإضافة إلى تراجع معدل البطالة، الأمر الذي يدل على استقرار أداء قطاع العمالة الأمريكي ليقلل من توقعات خفض الفائدة الأمريكية بواقع 50 نقطة أساس خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم في نوفمبر.
توقعات الأسواق الآن تشير إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الفيدرالي الأمريكي في نوفمبر باحتمال يصل إلى 87% وذلك بعد أن وصل هذا الاحتمال إلى 95% نهاية الأسبوع الماضي.
وبالرغم من تضافر العوامل التي من شأنها أن تدفع الذهب إلى الهبوط، إلا أن المعدن النفيس يظهر تماسك كبير ليشهد تراجعات طفيفة وتحركات أغلبها عرضية، وذلك في ظل الصراعات العالمية الحالية والتي تدفع رؤوس الأموال حول العالم إلى زيادة رصيدها من الاستثمار في الملاذ الآمن، ليجد الذهب دعم كبير من هذا الاتجاه يمنعه من الهبوط بشكل حاد.
يركز المستثمرون على محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر يوم الأربعاء، يليه مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي يوم الخميس وبيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الجمعة. كما تتأثر الأسواق بتصريحات العديد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي منذ بداية الأسبوع.
أعرب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو موساليم عن دعمه لمزيد من خفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن أداء الاقتصاد سيوجه السياسة النقدية للبنك. وهو مشابه لما صرحت به عضوة البنك أدريانا كوجلر إنها تدعم بقوة خفض أسعار الفائدة الأخير من قبل البنك الفيدرالي وستدعم المزيد من التخفيضات إذا استمر التضخم في التراجع كما تتوقع.
بينما صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إنه سيكون من المناسب مرة أخرى أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة.
تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 1 اكتوبر، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 17521 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 2062 عقد.
ويعكس التقرير تراجع في الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بسبب تراجع تسعير الأسواق لخفض الفائدة بشكل حاد من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي. حيث تضع الأسواق احتمال الآن يصل إلى 87%، أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط. بينما تراجعت توقعات خفض الفائدة إلى 50 نقطة أساس لتصبح بنسبة 13%.