تجاوز الذهب حاجز 4000 دولار أمريكي الأونصة مسجلاً رقماً قياسياً يوم الأربعاء، مدفوعاً ببحث المستثمرين عن ملاذ آمن من تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، إلى جانب توقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 1.1% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 4040 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3986 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 4032 دولار للأونصة.
ارتفع سعر الذهب العالمي للجلسة الرابعة على التوالي مستمراً في تسجيل مستويات تاريخية بشكل يومي، ليتمكن من تخطي الحاجز النفسي عند 4000 دولار للأونصة، مسجلاً ارتفاع منذ بداية عام 2025 بنسبة 53%.
دخل إغلاق الحكومة الأمريكية يومه السابع يوم الثلاثاء حيث أدى الإغلاق الحكومي إلى تأجيل إصدار المؤشرات الاقتصادية الرئيسية من أكبر اقتصاد في العالم، مما أجبر المستثمرين على الاعتماد على البيانات الثانوية غير الحكومية لتقييم توقيت ومدى تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.
تشير توقعات الأسواق حالياً إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في أكتوبر الجاري، مع توقع خفض إضافي بنفس النقطة في اجتماع ديسمبر.
وقد توقع بنك ANZ أنه في الوقت الحالي لا تزال الأسواق تتوقع خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وهو ما من شأنه أن يفيد أسعار الذهب، بالإضافة إلى تفاقم الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان لتعمل على زيادة المخاوف المالية لتسهم في ارتفاع سعر الذهب.
أيضاً أشار بنك ANZ أن المخاوف بشأن المبالغة في تقييم أسواق الأسهم تعمل على زيادة التحول نحو صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب لتنويع المخاطر، ليشير البنك إلى أن استمرار عدم الوضوح بشأن الاقتصاد الأمريكي من المرجح أن يبقي على طلب قوي على الذهب.
بالرغم من الارتفاع المستمر في أسعار الذهب إلا أن إمكانية جني الأرباح عند مستوى 4000 دولار للأونصة يشكل خطرًا محتملًا على المدى القصير.
يعتبر الذهب مخزناً للقيمة في أوقات عدم الاستقرار باعتباره أحد أفضل الأصول أداءً لعام 2025، وتظهر تحركات الذهب أن هناك ثقة كبيرة في تداولاته مما يدفع السوق إلى توقع مستويات مرتفعة جديدة بشكل مستمر، خاصة مع احتمال استمرار الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
سجلت صناديق الذهب المتداولة العالمية المدعومة بالذهب المادي أكبر تدفقات شهرية لها في سبتمبر، مسجلةً بذلك أقوى ربع سنوي على الإطلاق. حيث أدى ارتفاع سعر الذهب والتدفقات الضخمة إلى ارتفاع إجمالي الأصول المدارة لصناديق الذهب المتداولة العالمية إلى مستوى قياسي جديد.
خلال شهر سبتمبر ارتفعت التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار في الذهب بمقدار 145.6 طن من الذهب وهو أعلى مستوى شهري منذ مارس 2022 عندما وصلت التدفقات إلى 185.4 طن.