شهد الذهب العالمي تراجع يوم الخميس بعد تقارير عن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية تجارية محتملة مع بريطانيا، مما أثر سلبًا على الطلب على الملاذ الآمن ودفع الذهب إلى التراجع، بينما يترقب المستثمرون نتائج محادثات التجارة الأمريكية الصينية نهاية هذا الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى عند 3320 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3372 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3343 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بعد أن ثبت البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه ليشير أنه قد حان الوقت لترك السياسة النقدية ثابتة لبعض الوقت، مما قلل من فرص خفض الفائدة وبالتالي دفع الدولار إلى التعافي ليؤثر سلبا على مستويات الذهب.
من ناحية أخرى صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول عقب قرار البنك، أنه إذا استمر الارتفاع الكبير في التعريفات الجمركية التي تم الإعلان عنها فسنرى ارتفاع كبير في التضخم وتراجع في عمليات التوظيف.
وأضاف باول أن أسعار الفائدة عند مستويات مناسبة لأن تأثير سياسات ترامب التجارية على التضخم قد يكون مؤقت، ولكن هناك عدم يقين كبير بشأن مستقبل التعريفات الجمركية بشكل يصعب التنبؤ بالاتجاه الذي ستتخذه المخاطر.
وحينما سؤل رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول عن مطالبات الرئيس الأمريكي ترامب للبنك الفيدرالي بخفض الفائدة أشار أن مطالبات الرئيس لا تؤثر على قرارات السياسة النقدية وأن البنك يخدم الشعب الأمريكي ولا يتحرك وفقاً للضغوط السياسية.
هذا ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم الخميس، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء. أي تهدئة للحرب التجارية وتبدد أجواء عدم اليقين سيكون له تأثير سلبي على أسعار الذهب. وإذا أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة فسيكون ذلك إيجابيًا للاقتصاد العالمي بشكل عام.
من جهة أخرى أشار الرئيس الأمريكي ترامب إلى أن الصين هي من بادرت بالمحادثات التجارية رفيعة المستوى المقبلة بين البلدين، مؤكدًا أنه غير مستعد لخفض الرسوم الجمركية على واردات السلع الصينية لدفع بكين إلى طاولة المفاوضات.
بينما واصلت بكين انتقادها لما تعتبره حربًا تجارية تقودها الولايات المتحدة، وقد أدى هذا إلى نبرة قاتمة إلى حد كبير قبل محادثات التجارة في سويسرا، والمقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
يبقي الاختلاف في وجهات النظر بين أكبر اقتصادين في العالمي عدم اليقين متواجد في الأسواق بشكل كبير، وهو ما يدفع الطلب على الملاذ الآمن إلى الارتفاع ليضمن بقاء الذهب عند مستويات مرتفعة بغض النظر عن التراجعات الأخيرة التي شهدها.
وفي اتجاه آخر شنت الهند هجومًا على باكستان وكشمير الباكستانية يوم الأربعاء وتوعدت باكستان بالرد وقالت إنها أسقطت خمس طائرات هندية. حتى الآن لم ينعكس هذا على سعر الذهب العالمي ولكن وإذا استمر تصاعد التوتر فقد نشهد استمرار ارتفاع الذهب، وربما يكسر أعلى مستوى سابق شهدناه.