استقر الذهب يوم الخميس متجاوزًا مستوى 4000 دولار أمريكي الذي تجاوزه لأول مرة على الإطلاق يوم أمس، وسط آمال بخفض أسعار الفائدة الأمريكية مرة أخرى هذا العام ومؤشرات على انحسار التوترات في الشرق الأوسط.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي حاليا عند 4029 دولار للأونصة وقد افتتح جلسة اليوم عند 4036 دولار للأونصة منخفضاً بنسبة 0.3% وكان قد سجل أدنى مستوى اليوم عند 4001 دولار للأونصة وأعلى مستوى عند 4043 دولار للأونصة.
استطاع الذهب أن يحافظ على تداولاته فوق المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة بعد أن أغلق تداولات الأمس فوق هذا المستوى، واليوم يستمر في التداول أعلاه بالرغم من وجود بعض العوامل التي قد تدفع السعر إلى التوقف عن الصعود أو الدخول في تصحيح طفيف مؤقت.
ارتفع سعر الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام بفضل عمليات شراء قوية من البنوك المركزية، وزيادة الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، بالإضافة إلى ضعف الدولار، وتزايد الطلب على الملاذ الآمن.
سجلت صناديق الذهب المتداولة العالمية المدعومة بالذهب المادي أكبر تدفقات شهرية لها في سبتمبر، مسجلةً بذلك أقوى ربع سنوي على الإطلاق. حيث أدى ارتفاع سعر الذهب والتدفقات الضخمة إلى ارتفاع إجمالي الأصول المدارة لصناديق الذهب المتداولة العالمية إلى مستوى قياسي جديد.
خلال شهر سبتمبر ارتفعت التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار في الذهب بمقدار 145.6 طن من الذهب وهو أعلى مستوى شهري منذ مارس 2022 عندما وصلت التدفقات إلى 185.4 طن.
يوم أمس الأربعاء وافقت وحماس والكيان الصهيوني على المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية بشأن غزة، وهي عبارة عن وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى، مما قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
يعد هذا أحد العوامل التي ساعدت على توقف الذهب عن الارتفاع خلال تداولات اليوم، لأن الحرب في غزة تعد أهم عوامل التوترات الجيوسياسية الحالية والتي كانت تساهم في ارتفاع الذهب وتسجيله مستويات قياسية، خاصة أن هذا التوقف في الحرب جاء بالتزامن مع ارتفاع الذهب فوق المستوى 4000 دولار للأونصة وحاجة السعر إلى عمليات جني الأرباح.
لكن بشكل عام تبقى العوامل إيجابية بالنسبة للذهب وجميعها تشير إلى مزيد من الارتفاع، وقد أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس أن أعضاء البنك قد اتفقوا على أن المخاطر على سوق العمل الأمريكي مرتفعة بما يكفي لتبرير خفض أسعار الفائدة، لكنهم ظلوا حذرين في ظل استمرار التضخم وفقًا لمحضر اجتماع 16-17 سبتمبر الذي صدر يوم الأربعاء.
حالياً تتوقع الأسواق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر، باحتمالات 94% و79% على التوالي.
هذا وقد شهدت الأسواق العالمية أيضًا صعوبات هذا الأسبوع في ظل الاضطرابات السياسية في اليابان وفرنسا، إلى جانب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، مما دفع إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
كما أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع للأسبوع الخامس على التوالي في التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، ليسجل صافي تدفقات بمقدار 27.4 طن ذهب.