القارة الأفريقية تمتلك ما يقرب من نصف احتياطي الذهب العالمي، ويتصدر السودان وغانا وزاميا ومصر وجنوب أفريقيا وزيمبابوي قائمة الدول الأفريقية الرائدة في إنتاج هذا المعدن الثمين.وفقًا لرئيس غرفة شركات التعدين في غانا، جوشوا مورتوتي، شهدت البلاد زيادة تجاوزت 30% في إنتاج الذهب مقارنة بالعام الماضي، وهي زيادة كبيرة تلي تراجعًا في الإنتاج السابق، حيث بلغ إنتاج غانا 3.7 مليون أونصة في آخر الإحصائيات. وحصلت القارة الأفريقية على نصيب يبلغ 27.4% من إنتاج الذهب العالمي هذا العام، نتيجة لزيادة جهود التنقيب بهدف تعزيز الوضع الاقتصادي ومواجهة تحديات الديون.مناجم مثل “لولو” في الكونغو الديمقراطية و”كيبالي” في غينيا الجديدة ساهمت في زيادة إنتاج الذهب بنسبة تقريبية 2.2% مقارنة بالعام السابق. هذا المستجد أسهم في تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وشركات التنقيب الأجنبية عن الذهب.ووفقًا لموقع “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي، تحتل أفريقيا المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج الذهب، بعد الصين.تتصدر غانا الدول الأفريقية في إنتاج الذهب، حيث تحتل المركز السادس عالميًا بإنتاج يصل إلى 129 طنًا، وتشكل إنتاجها 90% من صادرات غرب أفريقيا. من ناحية أخرى، تمتلك جنوب أفريقيا 86 منجمًا للذهب وتتمتع بمناطق مهمة للاستخراج في حوض “ويتووتر سراند”، وتحتل المرتبة الثانية في القارة من حيث إنتاج المعدن الأصفر.بذلت كيب تاون جهودًا متزايدة لزيادة الإنتاج، خاصة مع امتلاكها احتياطيًا يصل إلى 6 آلاف طن من الذهب في باطن الأرض، مما يجعلها تحتل المركز الثاني عالميًا من حيث الاحتياطي.تعاني السودان من صراعات داخلية ناجمة عن الصراع على ممالك الذهب، حيث لم تتمكن الحكومة السودانية من تحسين استغلال مواردها المعدنية، على الرغم من أن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على قطاع التعدين. ورغم ذلك، تحتل السودان المركز الثالث في إنتاج الذهب في القارة بكمية تبلغ 93 طنًا.يعتمد أكثر من مليون شخص في مالي على مناجم الذهب كمصدر رئيسي للدخل، حيث تضم أكثر من 300 موقع للتعدين، وتحقق مالي إنتاجًا بلغ 63 طنًا من الذهب، مما يضعها في المركز الرابع في القارة. وتُعد مالي ثاني أكبر منتج للذهب في منطقة غرب أفريقيا بعد غانا، حيث يعتبر الذهب مصدرًا هامًا للتصدير وأحد المساهمين الرئيسيين في الناتج المحلي، حيث يمثل الذهب 75% من صادراتها ويُدر لها مبلغًا يصل إلى 400 مليون يورو سنويًا.بالنسبة لبوركينا فاسو، تحتل المرتبة الخامسة في إنتاج الذهب، حيث تبذل الجهود لزيادة الإنتاج. يشكل التعدين أكثر من 50% من عائدات التصدير في بوركينا فاسو، ويوفر العديد من فرص العمل للمواطنين بشكل مباشر.تحولت مناجم الذهب في القارة الأفريقية إلى منطقة للنزاعات، حيث يشهد الساحل الأفريقي تصاعد الصراعات بين جماعات إرهابية وشركات أجنبية تتنافس للحصول على حقوق التعدين. يؤكد تقرير منظمة الأزمات الدولية أن الجماعات المسلحة تحققت من السيطرة على العديد من المناجم بسبب ضعف دور الدولة في حمايتها. يُظهر الصراع أيضًا تفاقم التوترات في مناطق مثل شرق القارة، حيث يُعرف بالوريد الصحراوي.لا يقتصر الصراع على السيطرة على المناجم فقط، بل تشهد بعض الدول هجمات على المدنيين، مثلما حدث في مالي، وزيادة الصراع في بوركينا فاسو. تحتل مالي وبوركينا فاسو مكانة بارزة كبلدان جاذبة للإرهاب في القارة، حيث نجحت الجماعات الإرهابية في السيطرة على منجم “إنتاكا” بعد فشل الحكومة في السيطرة عليه. يُعزى هذا الصراع أيضًا إلى التنافس الشديد بين الشركات الدولية على استغلال موارد الذهب في القارة الأفريقية، مما يزيد من حدة الصراعات الداخلية.