جاءت هذه الإنجازات الكبيرة لمصر في مجال استخراج الذهب كبادرة هامة وتاريخية. في عام 2007، بدأت مصر رحلة استثمارية هامة في مجال استغلال الثروة المعدنية. بفضل استراتيجية مدروسة، فُتحت أبواب الاستثمار في مصادر متنوعة من الخامات والمعادن، مع التركيز على البحث والاستغلال في مناطق متعددة في البلاد.نجحت مصر في إجراء مزايدة دولية في عام 2006 للبحث عن الذهب في منطقة الصحراء الشرقية بمرسى علم، وهذا النجاح الكبير دفع بالهيئة العامة للثروة المعدنية المصرية للمضي قدمًا في رحلتها نحو تطوير صناعة التعدين. في يونيو 2009، تم تنظيم مزايدة ثانية للبحث عن الذهب واستغلاله بنظام المشاركة في الإنتاج، مما أدى إلى توقيع خمس اتفاقيات في مناطق مختلفة من مصر.أحد اللحظات البارزة كانت عودة الإنتاج التجاري للذهب بعد أكثر من خمسين عامًا من التوقف. شركة “حمش مصر للذهب” قادت هذا الجهد وأنتجت أول سبيكة ذهبية تجريبية في عام 2007، ثم بدأت الإنتاج التجاري في منطقة حمش بداية عام 2008. وصل إجمالي إنتاجها حتى نهاية عام 2013 إلى حوالي 125.3 كيلوجرام من الذهب، وتم وضع خطط لزيادة هذا الإنتاج في المستقبل.من ناحية أخرى، منجم السكري أصبح محط أنظار العالم، حيث بدأ الإنتاج التجاري للذهب فيه في نهاية عام 2009 وشهد زيادة ملموسة في الاحتياطيات والإنتاج. تم تصنيف منجم السكري ضمن أكبر عشر مناجم رئيسية في العالم لإنتاج الذهب، مما أكد دوره البارز في صناعة التعدين العالمية.إن هذه الإنجازات الكبيرة قد أعادت مصر إلى الساحة العالمية كلاعب رئيسي في صناعة استخراج الذهب والمعادن الثمينة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وأضافت مكانة مهمة للبلاد في هذا القطاع الحيوي.