يعرض متحف التحرير بمصر مجموعة ضخمة تتجاوز الـ50 ألف قطعة أثرية للزوار، مما يجعله واحدًا من أكبر المتاحف العالمية. ومن بين القطع الفريدة المعروضة في المتحف، يتم عرض قناع الذهب للملك بسوسنس الأول، الذي يبلغ طوله 48 سم وعرضه 38 سم. تم العثور على هذا القناع في منطقة تانيس “صان الحجر” في شرق الدلتا.بسوسنس الأول هو ملك الأسرة الحادية والعشرين، وقد عاش في الفترة بين عامي 1039 و 990 قبل الميلاد. حكم مصر من مدينة تانيس في شرق الدلتا وقام بحماية الحدود المصرية من أي هجوم خارجي. قام ببناء معبد لثالوث طيبة في تانيس، بالإضافة إلى القصور الملكية ومقبرته الثرية. يتألف ثالوث طيبة من إله أمون وزوجته موت وابنهم خونسو.أصبح الملك بسوسنس الأول معروفًا للعالم بعد اكتشاف مقبرته من قبل البروفيسور الفرنسي بيير مونتيه في عام 1940. وقد تم العثور على مقبرته بكامل ثرواتها ولم تتعرض للنهب. تم تسميته بالفرعون الفضي بسبب الكمية الكبيرة من الفضة التي تم العثور عليها في مقبرته. لكن بسبب توقيت هذا الاكتشاف في فترة الحرب العالمية الثانية، لم يحظ بالتغطية الإعلامية والاهتمام الذي حظي به اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.بعد دراسة هيكل عظمي الملك بسوسنس الأول، تبينت صفاته الجسدية. كان طوله يبلغ 166 سم، وكان لديه بنية جسدية قوية، وكان رأسه أكبر بكثير من جسده القصير. كما كانت عينه اليمنى أعلى من اليسرى. توفي الملك عن عمر يناهز 80 عامًا، بينما كان متوسط العمر في عصره يبلغ 35 عامًا. وتم اكتشاف كسر في الفقرة السابعة العليا من العمود الفقري لديه، وقد تعافى منه خلال حياته. كما كشفت الدراسات أنه كان يعاني من مرض الروماتيزم في الأنسجة الرابطة للعمود الفقري، وكان لديه فك محدب نتيجة فقدانه لعدد كبير من الأسنان.نقلا عن اليوم السابع