يفتتح اليوم الخميس، ولمدة
خمسة شهور، معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” فى قاعة “لافيليت الكبرى”
فى العاصمة الفرنسية باريس، فى
ثالث محطات جولاته الخارجية التى شملت مدينتى هيوستن وسان فرانسيسكو.
ويفتح المعرض أبوابه في باريس
ليكشف للجمهور عن 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثانى، من
بينها “التابوت الملكي”، والذي وافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا،
بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الثمينة الفرعونية، تقديرا لجهود العلماء
الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني وعالجوها من الفطريات عام 1976.
كما يضم المعرض قطعا أثرية تخص
الحضارة المصرية القديمة، والتي تعد من بين أغلى الثروات في العالم، من بينها
مجوهرات من المعدن الثمين والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم (التعويذات) والأقنعة
والتوابيت الأخرى.
ويسلط المعرض الضوء على حكم
وحياة الملك “رمسيس الثاني”، الفرعون الأقوى والأكثر شهرة في تاريخ مصر
القديم، حيث بدأ معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” رحلته في هيوستن ثم سان فرانسيسكو بالولايات
المتحدة الأمريكية عام 2022، ويستمر في سيدني في الخريف القادم .
وفي رحلته، يلقي المعرض الضوء
على مكانة الملك رمسيس الثاني الكبيرة والذي يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في
عصر الدولة الحديثة. فقد حكم مصر لمدة 66 عاما، وكان قائدا عسكريا مهما وحاكما عظيما،
وأحد أشهر فراعنة الأسرة التاسعة عشر. وسمي المعرض بـ”رمسيس وذهب
الفراعنة” ليمثل عصر الملك رمسيس الثاني، ذروة الحضارة المصرية، حيث إن الامبراطورية
المصرية في فترة حكمه مليئة بالثروات في جميع مناحي الحياة. وقد شيد العديد
من المعالم الأثرية في جميع أنحاء مصر، من بينها “معبد ملايين السنين”، وكذلك معابد أبو سمبل التي أقيمت لمجد
الفرعون وزوجته المفضلة نفرتاري. لذلك، يقدم المعرض للزوار،
بالإضافة إلى عرض هذه الكنوز الفرعونية الثمينة، تجربة غامرة للتجول في معابد أبو
سمبل واستكشاف قبر الملكة نفرتاري عبر تقنية “الواقع الافتراضي”. أما “تابوت الملك رمسيس الثاني”، فهو يأتي
مجددا وبعد 47 عاما إلى باريس بعد موافقة مجلس الوزراء المصري بشكل استثنائي على سفره وضمه
إلى قائمة القطع الأثرية للمعرض، وذلك بناء على الطلب المقدم من الرئيس والمدير
التنفيذي متحف هيوستن للعلوم الطبيعية المنظم للمعرض. وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل
التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية.
فقد حظيت فرنسا بشرف استقبال
التابوت الملكي في عام 1976. وفي مطار باريس لوبورجيه، قام الحرس الجمهوري الفرنسي
باستقبال شرفي مومياء الملك رمسيس الثاني، وجاء سفر المومياء لمعالجتها
من الفطريات ونجح الفريق الطبي الفرنسي في معالجة المومياء بالأشعة السينية.
هذه المرة، سيكون التابوت ضمن
مجموعة من كنوزه الثمينة لعرضه في المعرض اعتبارا من اليوم في قاعة “لافيليت
الكبرى” وحتى السادس من سبتمبر المقبل ،حيث سيسمح للزوار مشاهدة التابوت، والذي تم
اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، وهو مصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون
الأصفر ويمثل “الملك بهيئة آدمية” وقد تقاطعت يداه، مُمسكا بشارات الحكم
صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة، كما يتميز التابوت بتفاصيل ونقوش ملونة.
ويتوقع أن يجذب المعرض عددا
كبيرا من الزوار على غرار المعرض الذي أقيم لتوت عنخ آمون وتم تجهيزه في المكان
نفسه عام 2019 وجذب 1.4 مليون زائر.
وسيتم افتتاح المعرض بحضور
أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، على رأس وفد يضم العديد من المسؤولين المعنيين من
بينهم مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق
وعالم المصريات، وأحمد فاروق حامد الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومي للحضارة
المصرية، وعمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي،
وعمرو عبد الله المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات،
بالإضافة إلى أكثر من 250 وسيلة إعلام فرنسية وأجنبية لتغطية هذا الحدث المهم.
نقلًا عن جريدة اليوم السابع