سجل سعر أونصة الذهب العالمي أول
انخفاض أسبوعي بعد ثلاث أسابيع من الارتفاع سجل خلالها الذهب مستوى تاريخي جديد،
يأتي هذا التراجع خلال الأسبوع الماضي نتيجة بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت
أفضل من المتوقع لتتسبب عمليات البيع لجني الأرباح على الذهب.
انخفض سعر الذهب العالمي خلال
الأسبوع الماضي بنسبة 1.1% ليغلق تداولات الأسبوع عند 2156 دولار للأونصة وكان قد
سجل أدنى مستوى خلال الأسبوع عند 2150 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد سلسلة من 9 جلسات
متتالية من المكاسب سجل خلالها الذهب ارتفاع بمقدار 165 دولار ليسجل أعلى مستوى
تاريخي عند 2195 دولار للأونصة، ليسجل الذهب ارتفاع خلال شهر مارس حتى الآن بنسبة 5.5%.
بيانات التضخم الأمريكية كانت
السبب الرئيسي في بدء هبوط أسعار الذهب هذا الأسبوع، فقد أظهرت البيانات ارتفاع
مؤشر أسعار المستهلكين في فبراير بنسبة 0.4% بأعلى من القراءة السابقة 0.3%، بينما
ارتفع المؤشر الجوهري بنسبة 0.4% ليوافق القراءة السابقة ولكنه أعلى من التوقعات
عند 0.3%.
أيضاً بيانات مؤشر أسعار المنتجين
أظهرت ارتفاع التضخم من وجهة نظر الشركات والمصنعين خلال شهر فبراير بنسبة 0.6% من
0.3%، الأمر الذي قلل من فرص تسجيل الذهب لمزيد من الارتفاع ليفشل في تخطي المستوى
2180 دولار للأونصة خلال الأسبوع.
ارتفاع بيانات التضخم في فبراير
يدل أن التضخم متماسك بشكل أكبر من المتوقع، ليهدد هذا بإمكانية استمرار أسعار
الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت قبل أن يبدأ البنك الفيدرالي في
خفضها، خاصة أن التصريحات الأخيرة للبنك الفيدرالي تفيد إلى اعتماد قرار البنك على
البيانات الاقتصادية.
يضيف ارتفاع التضخم ضغوطا على البنك
الاحتياطي الفيدرالي لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يؤثر على الأصول التي لا
تدر عائد مثل الذهب، ويزيد من جاذبية السندات ويرفع الدولار.
من جهة أخرى خفض المتداولون من
فرص خفض سعر الفائدة في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو إلى 58٪، من
حوالي 75٪ في الأسبوع السابق، ويتوقع السوق الآن حوالي ثلاث تخفيضات في أسعار
الفائدة خلال عام 2024 بعد ما كانت توقعاته السابقة الأسبوع السابق ما بين ثلاثة
إلى أربع تخفيضات.
ارتفع الدولار خلال الأسبوع
الماضي بعد قراءات التضخم القوية بنسبة ارتفاع 0.4% وذلك بعد ثلاث جلسات متتالية
من الهبوط، من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية بأجل 10
سنوات هذا الأسبوع بنسبة 5.7% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.320%.
بالرغم من هبوط أسعار الذهب خلال
الأسبوع الماضي إلا أن تداولات انحصرت بين مستويات 2180 – 2150 دولار للأونصة،
ليغلق تداولات الأسبوع عند 2155 دولار للأونصة.
قد تستمر تحركات الذهب ضمن هذه
المستويات في ظل رغبة الأسواق عدم البدء في اتجاه جديد للذهب قبل اجتماع البنك
الفيدرالي خلال الأسبوع القادم، خاصة في ظل عدم وجود تصريحات قادمة من أعضاء
الفيدرالي حتى موعد الاجتماع.
الجدير بالذكر أن الاجتماع القادم
للفيدرالي سيشهد صدور توقعات أعضاء البنك بشأن مستقبل أسعار الفائدة، وكانت
توقعاتهم الأخيرة في اجتماع ديسمبر تشير إلى خفض الفائدة ثلاث مرات في 2024، ولكن
بعد بيانات التضخم الأخيرة هذا الأسبوع هناك توقعات أن يخفض الأعضاء من توقعاتهم
للفائدة إلى تخفيضين فقط هذا العام.
رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة
تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء
عالمية. أظهرت في تقرير لها أنه مع نهاية شهر فبراير 2024 انخفضت كمية الذهب
المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8562 طن منخفضة بنسبة 0.8% عن الشهر السابق، لتصل
قيمته إلى 563.7 مليار دولار.
توافق هذا مع بيانات مجلس الذهب
العالمي الذي أظهر استمرار التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الذهب العالمية
المتداولة في فبراير، مما أدى إلى تمديد سلسلة خسائرها إلى تسعة أشهر؛ وقادت
أمريكا الشمالية التدفقات الخارجة، في حين كانت آسيا المنطقة الوحيدة التي استحوذت
على التدفقات الداخلة.
انخفض إجمالي الأصول المدارة من
قبل الصناديق بنسبة 1.8% في فبراير إلى 206 مليار دولار أمريكي. وتراجعت الحيازات
الجماعية في فبراير إلى 3126 طن ذهب بخسارة قدرها 49 طن.
حتى الآن في عام 2024 تراكمت
التدفقات الخارجة من صناديق الذهب المتداولة العالمية إلى 5.7 مليار دولار أمريكي.
وتحملت أمريكا الشمالية (-4.7 مليار دولار أمريكي) وأوروبا (-1.4 مليار دولار
أمريكي) العبء الأكبر من الخسارة.