وسع الذهب العالمي من خسائره
اليوم الأربعاء في ظل تعافي مستويات الدولار الأمريكي، وانتظار الأسواق لبيانات
النمو عن الاقتصاد الأمريكي، وذلك بعد أن فشل الذهب منذ بداية الأسبوع في اختراق
مستوى المقاومة ليعود إلى التراجع من جديد.
انخفض السعر الفوري لأونصة الذهب
العالمي خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% لتسجل أدنى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 2024
دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2030 دولار للأونصة.
يأتي هذا التراجع بعد أن سجل
الذهب يوم أمس أعلى مستوى عند 2039 دولار للأونصة، ليعجز السعر عن اختراق مستوى
المقاومة 2040 دولار للأونصة، ليعود إلى التراجع إلى منطقة الدعم عند المستوى 2025
دولار للأونصة.
السبب الرئيسي وراء التراجع كان
تعافي مستويات الدولار الأمريكي خلال جلسة اليوم، فقد ارتفع مؤشر الدولار بنسبة
0.4% بعد أن سجل يوم أمس أدنى مستوى له هذا الأسبوع، ويأتي هذا التعافي قبل صدور
بيانات النمو الاقتصادي عن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
تعافي مستويات الدولار الأمريكي
جاءت على الرغم من بيانات يوم أمس الثلاثاء التي أظهرت أن طلبيات السلع المعمرة
الأمريكية سجلت أكبر انخفاض منذ ما يقرب من أربع سنوات في يناير. كما تراجعت ثقة
المستهلك الأمريكي في فبراير.
ولكن تنتظر الأسواق الآن بيانات
الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، أيضاً من المقرر صدور مقياس التضخم المفضل لدى البنك
الاحتياطي الفيدرالي مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم غد الخميس.
إلى جانب هذا أشارت عضو الاحتياطي
الفيدرالي ميشيل بومان يوم الثلاثاء، إلى أنها ليست في عجلة من أمرها لخفض أسعار
الفائدة الأمريكية، لا سيما في ظل المخاطر الصعودية للتضخم التي قد تعيق التقدم في
السيطرة على ضغوط الأسعار أو حتى تؤدي إلى ظهورها مرة أخرى.
كما أدلى رئيس البنك الاحتياطي
الفيدرالي في كانساس جيفري شميد بتصريحات مماثلة يوم الاثنين. وعملت تصريحاتهم على
تأكيد القلق في الأسواق المالية من أن الفوائد الاقتصادية المحتملة لخفض أسعار
الفائدة سيتم تأجيلها، ليتم ترجمة هذا إلى عودة الدولار إلى الصعود.
العلاقة العكسية بين الذهب
والدولار ساهمت في الحد من قدرات أسعار الذهب على الصعود واختراق مستوى المقاومة
المذكور، منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
وحالياً يراهن المتداولون على
تخفيضات في أسعار الفائدة بنحو 79 نقطة أساس لعام 2024، مع احتمال بنسبة 63% لخفض 25
نقطة أساس في يونيو.
التوقعات في الأسواق بالنسبة
للذهب هذا الأسبوع أن تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي، إلى جانب بيانات الناتج
المحلي الإجمالي عن الاقتصاد الأمريكي، تكون بمثابة محفزات للذهب للخروج من نطاق
تداوله الحالي ضمن منطقة 2020 إلى 2050 دولار للأونصة، والتي سيطرت على تحركاته
منذ بداية العام.
الطلب الاستثماري على الذهب أيضاً
يشهد أداء سلبي خلال الفترة الأخيرة، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صافي
التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب كانت سلبية خلال آخر شهرين،
بمعنى خروج التدفقات النقدية من الصناديق.
خلال آخر 8 أسابيع سجلت صناديق
الاستثمار المدعومة بالذهب خروج تدفقات نقدية بما قيمته 93 طن ذهب، وخلال الأسبوع
المنتهي في 23 فبراير خرج صافي تدفقات نقدية بمقدار 13 طن ذهب.
تصدرت صناديق الاستثمار في أمريكا
الشمالية خروج التدفقات النقدية بمقدار 10.1 طن خلال الأسبوع الأخير، تليها صناديق
الاستثمار في أوروبا بمقدار 3.7 طن ذهب، بينما شهدت الصناديق في أسيا تدفقات نقدية
داخلة بمقدار 0.9 طن ذهب.