استكمل الذهب العالمي سلسلة
الصعود للجلسة السادسة على التوالي ليحقق المزيد من المكاسب على حساب الدولار
الضعيف، بالإضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق ليتخطى عقبة
محضر اجتماع الفيدرالي بنجاح.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي
خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2030 دولار للأونصة
وكانت قد سحل أعلى مستوى عند 2034 دولار للأونصة حيث افتتحت جلسة اليوم عند
المستوى 2026 دولار للأونصة.
خلال 6 جلسات متتالية من المكاسب
ارتفع سعر الأونصة العالمية بنسبة 2% لتسجل مكاسب بمقدار 42 دولار، حيث يخترق
السعر الآن اختراق منطقة المستوى 2030 دولار للأونصة والتي تعد منطقة المقاومة
الحالية.
أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي
الفيدرالي الأخير الذي صدر يوم أمس الأربعاء أن الجزء الأكبر من أعضاء البنك
الفيدرالي كانوا قلقين بشأن مخاطر خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدًا.
وقد صرح توماس باركين، رئيس البنك
الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إن بيانات التضخم لشهر يناير التي شهدت ارتفاع
أسعار المستهلكين والمنتجين بشكل أسرع من المتوقع، ستعقد قرارات البنك الفيدرالي
خلال الفترة القادمة.
فقد شهدت مناقشات أعضاء البنك
الفيدرالي خلال الاجتماع الأخير مخاوف أغلبية أعضاء البنك من التسرع في البدء بخفض
أسعار الفائدة وضرورة الحصول على المزيد من التأكيدات، بينما أشار عدد قليل من
الأعضاء إلى تخوفهم من بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت لما
لهذا من تأثير سلبي على معدلات النمو وأوضاع القطاع المصرفي.
بالنسبة للأسواق المالية لم يحمل
محضر اجتماع الفيدرالي الجديد لأنه كرر كل التصريحات التي أدلى بها أعضاء
الفيدرالي من قبل، ونتج عن هذا تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة التوالي
ليسجل اليوم أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع منخفضاً بنسبة 0.4%.
من جهة أخرى نجد أن التوقعات
قصيرة المدى للذهب متقلبة بعض الشيء، لأن تأخير البنك الفيدرالي في خفض أسعار
الفائدة يضعف فرص ارتفاع الذهب. ولكنه استطاع تعويض هذا إلى حد ما من خلال الطلب
على الملاذ الآمن مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى تصدر اليوم مجموعة
كبيرة من بيانات أداء القطاع الصناعي والقطاع الخدمي وأي علامات على ضعف النشاط
الاقتصادي الأمريكي قد تثير الأمل في أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون في الطريق،
الأمر الذي من شأنه أن يساعد الذهب.
الأسواق تضع احتمال بنسبة 71% أن
يقوم البنك الفيدرالي بالبدء في خفض الفائدة خلال اجتماع شهر يونيو، وهو مالم
يؤكده أو ينفيه البنك الفيدرالي الأمريكي.
وعند النظر إلى الطلب على الذهب
الفعلي، نجد أن البيانات التجارية من سويسرا أظهرت تصدير 207 طن من الذهب من أكبر
مركز لتكرير الذهب في أوروبا إلى الصين والهند وهونج كونج. ووفقا للبيانات وصلت
صادرات الذهب من سويسرا إلى أعلى مستوى لها منذ ثماني سنوات.
حيث ارتفعت شحنات الذهب إلى الهند
بنسبة 73٪ إلى 14 طن، وإلى الصين أكثر من الضعف إلى 77.8 طن، وإلى هونج كونج
ارتفعت بنحو 7 أضعاف إلى 44.6 طن.
الواردات الصينية من الذهب كانت
مدعومة بالطلب غير المسبوق على المشغولات الذهبية قبل احتفالات العام القمري
الجديد. وفي الوقت نفسه يتزايد الطلب من قبل المستهلكين والمستثمرين في الصين على
الذهب لحماية ثرواتهم والتحوط ضد التباطؤ الاقتصادي الحالي واضطراب الأسواق
المالية.
في وقت سابق من هذا الشهر أعلنت
بورصة شنغهاي للذهب عن سحب 271 طن من الذهب من السوق في يناير، وهو أكبر طلب في بداية
العام على الإطلاق وثاني أعلى مستوى في تاريخ البورصة.
أيضاً سجلت الهند واردات ضخمة من
الذهب بلغت 650 طن على مدار شهر يناير، وقد ساهم نشاط الشراء الكبير في الصين
والهند على تعويض مراكز البيع المكشوفة للمتداولين على العقود الآجل للذهب وعلى
صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
البيانات الأخيرة لمجلس الذهب
العالمي أظهرت استمرار صافي التدفقات النقدية في الخروج من صناديق الاستثمار
المدعومة بالذهب للأسبوع السابع على التوالي، فقد سجلت خلال الأسبوع المنتهي في 16
فبراير صافي – 11.5 طن من الذهب.