ارتفعت أسعار الذهب خلال
جلسة اليوم الثلاثاء في ظل تراجع في مستويات الدولار الأمريكي وذلك قبل صدور عدد
من البيانات الهامة عن الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع، بينما يستمر الذهب في إيجاد
الدعم من التوترات الجيوسياسية التي تزيد الطلب على الملاذ الآمن.
سجل الذهب الفوري ارتفاع
اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى عند 2037 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند
المستوى 2030 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2021 دولار
للأونصة.
يأتي ارتفاع الذهب اليوم
بعد تراجعه يوم أمس بنسبة 0.4% ليستمر في التذبذب للجلسة الثالثة على التوالي تحت
منطقة المقاومة 2030 – 2035 دولار للأونصة.
تستمر أسعار الذهب في
التذبذب في انتظار المزيد من الأدلة على التحرك القادم للبنك الاحتياطي الفيدرالي
بخصوص أسعار الفائدة، ويصدر هذا الأسبوع بيانات النمو ومؤشر نفقات الاستهلاك
الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
صرح أعضاء البنك الاحتياطي
الفيدرالي الأسبوع الماضي إن البنك يحتاج إلى مزيد من بيانات التضخم قبل إصدار أي
قرار لخفض أسعار الفائدة وأن خط الأساس لبدء التخفيضات هو الربع الثالث. وهو ما
ساهم في تراجع الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1%.
انخفض مؤشر الدولار اليوم
بنسبة 0.5% وذلك بعد ارتفاع الين الياباني اليوم بعد تعليقات رئيس البنك المركزي
الياباني بخصوص موعد رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الياباني، وهو الأمر الذي
زاد من الضغط السلبي على الدولار ليدفعه إلى التراجع اليوم.
الذهب حقق استفادة من
تراجع الدولار في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، ولكن حتى الآن تظل تحركات
الدولار في نطاق محدد في انتظار الحافظ المناسب لاستكمال حركته.
هذا وقد نشر بنك الاستثمار
الأمريكي جي بي مورجان توقعاته بخصوص الذهب والفائدة الأمريكية خلال عام 2024،
ليتوقع قيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس خلال النصف
الثاني من عام 2024 بأعلى من توقعاته السابقة بمقدار 25 نقطة.
توقع جي بي مورجان أيضاً
أن تنخفض عائدات السندات الأمريكية وأن يؤدي هذا إلى دفع أسعار الذهب إلى ارتفاعات
اسمية جديدة في النصف الثاني من عام 2024، بمتوسط 2175 دولار للأونصة في الربع
الرابع، ويتوقعون ذروة ربع سنوية بمتوسط 2300 دولار للأونصة بحلول الربع الثالث من
عام 2025.
يتعرض الذهب لضغوط سلبية
منذ بداية العام ليتحرك عكس التوقعات التي كانت تشير إلى اتجاه إيجابي للذهب وفقاً
للتوقعات التاريخية لحركة الذهب خلال شهر يناير، ولكن قوة الدولار الأمريكي التي
بدأت من منتصف شهر ديسمبر أنهت فرص تعافي الذهب.
الذهب يتعرض لضغوط سلبية
ناتجة عن تقلص توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي في وقت مبكر من هذا
العام، الأمر الذي دفع الدولار إلى الارتفاع وأدى إلى توقف هبوط العائد على
السندات الحكومية الأمريكية.
من جهة أخرى يتراجع الطلب
الاستثماري على الذهب وهو ما يظهر من خلال تزايد الطلب على العقود الآجلة لبيع
الذهب، مع توقعات بمزيد من تزايد عقود البيع على الذهب خاصة بعد أن تراجعت رهانات
الأسواق لخفض الفائدة الأمريكية خلال شهر مارس إلى 42% بعد أن كانت بنسبة 70%.
أما عن أداء صناديق
الاستثمار المدعومة بالذهب فقد أظهرت خلال الأسبوع المنتهي في 19 يناير انخفاض في
التدفقات النقدية في الصناديق بما قيمته 4.1 طن ذهب بعد انخفاض آخر خلال الأسبوع السابق
بمقدار 12.5 طن ذهب.
الأمر الذي يعكس استمرار
خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار في الذهب لصالح أسواق السندات
والاستثمارات الأخرى مرتفعة المخاطرة على حساب الذهب مما يزيد من الضغط السلبي على
أسعار الذهب منذ بداية العام.