أسعار الذهب العالمي تستقر فوق
المستوى 2000 دولار للأونصة وسط ترقب لبيانات التضخم التي تصدر عن الاقتصاد
الأمريكي هذا الأسبوع، بينما فشلت تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي في الحد من
رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من العام القادم.
ارتفعت أسعار الذهب الفوري خلال
جلسة اليوم الأربعاء بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتنحصر التداولات حول المستوى 2040 دولار
للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع السعر يوم أمس بنسبة 0.6% وسجل أعلى مستوى عند 2047
دولار للأونصة.
تشهد أحجام التداول في الأسواق
المالية ترجع منذ بداية الأسبوع وهو السبب الرئيسي وراء عدم قدرة الذهب على
الاستمرار في الارتفاع ومواجهة مناطق المقاومة التي تواجه السعر حالياً.
الاجتماع الأخير للبنك الفيدرالي
الأمريكي شهد قرار البنك بتثبيت الفائدة والإشارة إلى عدم استكمال دورة رفع
الفائدة، ووضع توقعات بخفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال العام القادم، الأمر
الذي دفع مستويات الدولار إلى التراجع بشكل كبير ليدعم أسعار الذهب.
ومنذ بداية الأسبوع تصدر تصريحات
من أعضاء البنك الفيدرالي تحاول التقليل من أثر هذا على الأسواق ولكن حتى الآن
فشلت هذه التصريحات في تقليل رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية في وقت
مبكر من 2024.
صرح عضو البنك الفيدرالي رافائيل
بوستيك يوم أمس إنه لا توجد حاجة ملحة في الوقت الحالي لخفض أسعار الفائدة
الأمريكية نظرًا لقوة الاقتصاد الأمريكي والحاجة إلى التأكد من أن التضخم سيعود إلى هدف البنك المركزي
البالغ 2٪.
وقال أوستان جولسبي عضو الفيدرالي
إن تحقيق المزيد من التقدم في التغلب على التضخم سيكون العامل الحاسم في أي قرار
من البنك الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل لخفض أسعار الفائدة.
التصريحات الأخيرة من أعضاء البنك
الاحتياطي الفيدرالي فشلت في تقليل احتمالات الأسواق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة،
ولكن إذا ارتفعت بيانات التضخم الأمريكي هذا الأسبوع فسيعمل هذا على تقليل
احتمالات الأسواق بشأن خفض الفائدة وزيادة التوقعات بحدوث هبوط ناعم في الاقتصاد
الأمريكي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحد من مكاسب الذهب ويدفعه إلى التراجع.
يصدر يوم الجمعة القادمة مؤشر
نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة عن شهر نوفمبر والذي يعد مؤشر التضخم
المفضل لدى البنك الفيدرالي، والذي من المتوقع أن يظهر تراجع على المستوى السنوي
إلى 2.8% من القراءة السابقة 3% بينما قد يتراجع المؤشر الجوهري الذي يستثنى عوامل
التذبذب إلى 3.4% من 3.5%.
توقعات الأسواق حالياً بالنسبة
لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية تشير إلى احتمال بنسبة 72.6% أن يقوم البنك
الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع شهر مارس القادم، واحتمال
بنسبة 69.1% بخفض آخر للفائدة في اجتماع شهر مايو.
يستمر الدولار الأمريكي في
التراجع في الأسواق المالية مقابل العملات والسلع المختلفة ليدفع ثمن توقعات
الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية، فقد انخفض مؤشر الدولار منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.3%
بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.4%.
أيضاً انخفض العائد على السندات
الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى
منذ 5 أشهر عند 3.883%، ويكون العائد قد انخفض منذ بداية شهر ديسمبر بنسبة 10.1%.
انخفاض مستويات الدولار الأمريكي
وتراجع العائد على السندات يدعم ارتفاع أسعار الذهب العالمي الذي يرتبط بعلاقة
عكسية مع كل منهما، إلا أن ضعف أحجام التداول بسبب موسم العطلات يقلل من فرص توسيع
الذهب لمكاسبه.
من جهة أخرى أظهر مجلس الذهب
العالمي أنه خلال الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر ارتفع صافي التدفقات النقدية
لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بمقدار 5.5 طن ذهب، حيث ارتفعت التدفقات إلى
صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية بمقدار 5.2 طن.
بينما انخفضت التدفقات لصناديق
أوروبا بمقدار – 2.3 طن وارتفعت التدفقات في المنطقة الأسيوية بمقدار 2.3 طن.
الوضع الحالي للتدفقات النقدية
إلى صناديق استثمار الذهب يشهد تذبذب كبير خلال الأسابيع الماضية، وذلك بسبب تمسك
المستثمرين بالاستثمارات الخطرة حتى الآن وهو الأمر الذي يقلل من إقبال
الاستثمارات على صناديق الذهب.