شهدت أسعار الذهب تراجع محدود
خلال تداولات اليوم وذلك بعد أن سجل المعدن النفيس أعلى مستوى منذ 7 أشهر خلال
جلسة الأمس، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي
والتي سيكون لها مردود كبير على حركة الأسواق.
تتداول أسعار الذهب الفوري حالياً
عند المستوى 2041 دولار للأونصة بعد أن انخفض بنسبة 0.1%، يأتي هذا بعد أن سجل
الذهب يوم أمس أعلى مستوى منذ 5 مايو الماضي عند 2052 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع
أسبوعي بنسبة 2% وهو الأسبوع الثالث على التوالي من المكاسب، بينما قد ينهي الذهب
تداولات شهر نوفمبر مرتفعاً بنسبة 2.9%.
التراجع المحدود في مستويات الذهب
اليوم يأتي في ظل استعداد الأسواق لتقبل بيانات التضخم الأمريكية اليوم، والتي
ستعمل على التأثير على الأسواق بشكل كبير، فمن المتوقع أن يسجل مؤشر نفقات
الاستهلاك الشخصي الجوهري عن شهر أكتوبر على المستوى السنوي ارتفاع بنسبة 3.5%
بأقل من القراءة السابقة بنسبة 3.7%.
ويعد المؤشر هو مقياس التضخم
المفضل لدى البنك الفيدرالي، لذا سيساهم في تحديد توجه الأسواق خلال الفترة
الحالية حتى اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي في 13 ديسمبر القادم.
يوم أمس صدرت بيانات النمو عن
الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث لتشهد انتعاش النمو إلى 5.2% أعلى من
التوقعات بنسبة 5% والقراءة السابقة بنسبة 4.9%. وساعدت هذه البيانات في دعم
الدولار الأمريكي بعض الشيء ليتوقف عن الهبوط وبالتالي أدت إلى توقف الذهب عن
الارتفاع يوم أمس لتستمر تحركات الذهب على هذا النطاق حتى جلسة اليوم.
صرح عضو الفيدرالي الأمريكي كريستوفر
والر أن معدلات التضخم تتحرك إلى حد كبير كما يعتقد، وأضاف أنه واثق بشكل متزايد
من أن السياسة في وضع جيد حاليًا لإبطاء الاقتصاد وإعادة التضخم إلى 2٪.
والأهم من ذلك أنه اقترح أن البنك
الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في
الانخفاض لعدة أشهر مضيفًا أنه لا يوجد سبب للقول إن البنك سيبقي الفائدة مرتفعة.
كما صرحت عضوة البنك الفيدرالي
لوريتا ميستر أن السياسة النقدية الحالية للبنك مناسبة لتوفير الوقت للبنك
الفيدرالي ليقيم نتائج عمليات رفع الفائدة السابقة وتأثيرها على ضعف معدلات
التضخم، إلا أن الاقتصاد الأمريكي أثبت مرونة أكثر مما كان متوقع.
وكان عضو الفيدرالي جولسبي قد
أشار إلى تحفظه على بقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مشيرا أن
البنك سيحتاج إلى التخلي عن بعض التشديد النقدي بمجرد اعتقاد البنك أن التضخم يتجه
إلى المستهدف.
ساهمت هذه المتغيرات في دفع الذهب
إلى الارتفاع لمستويات قياسية يوم أمس واليوم شهد بعض الهدوء في انتظار البيانات
الأهم هذا الأسبوع وهي بيانات التضخم.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي
اليوم بنسبة 0.4% وذلك بعد أن سجل المؤشر أدنى مستوياته منذ 4 أشهر خلال جلسة
الأمس. بينما ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات اليوم بنسبة 0.8% بعد أن
سجلت أدنى مستوى منذ قرابة 3 أشهر عند 4.247%.
تراجع الدولار وعائد سندات
الخزانة يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما،
هذا بالإضافة إلى تراجع تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا قدم عائد لحائزيه
مقارنة مع السندات الحكومية.
من ناحية أخرى ارتفع الطلب على
عقود شراء الذهب إلى الارتفاع بشكل كبير وذلك بسبب التوقعات بانتهاء التشديد
النقدي ورفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ينصب تركيز الأسواق أيضًا على
الخطاب المرتقب لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة، في كلمته
الأخيرة قبل فترة التعتيم التي تستمر أسبوعين قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي
في ديسمبر. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون
تغيير في اجتماعه الأخير لهذا العام.