في الفترة الأخيرة، أصبحت الصين واحدة من أكبر مشتري الذهب في العالم، حيث زادت احتياطياتها من الذهب بشكل ملحوظ خلال الأشهر السابقة. ورغم أن الأرقام الرسمية للمشتريات الصينية لا تعكس بدقة الكميات الفعلية التي تقوم الصين بشرائها، إلا أن البيانات الأخيرة تشير إلى استمرار بنك الصين المركزي في شراء الذهب للشهر الثاني عشر على التوالي في أكتوبر.ووفقًا لما ذكره مجلس الذهب العالمي، بلغت كمية الشراء الأخيرة حوالي 23 طنًا متريًا، مما يرفع إجمالي الحيازات إلى 2215 طنًا. ورغم أن الصين هي بالفعل أكبر دولة مشترية للذهب هذا العام، إلا أن الخبير دومينيك فريسبي يشير إلى أن الأرقام الفعلية تفوق بكثير الإحصائيات الرسمية.ويعزو فريسبي هذا التفوق إلى طموح الصين الغير عادي وإلى استراتيجية اقتناص الفرص في سوق الذهب. وفي ظل هذا السياق، يعد الذهب جزءًا هامًا من الاحتياطيات الاقتصادية للصين، حيث تمتلك الصين موارد كبيرة من الذهب، وهي أكبر منتج ومستورد للمعدن الثمين في العالم.من الملفت للنظر أن أكثر من 50% من تعدين الذهب في الصين مملوك للدولة، وبالتالي، تظل الصين تحتفظ بجميع الكميات التي تنتجها. ويرى فريسبي أن الاحتياطي الفعلي للصين من الذهب يتجاوز بكثير الأرقام الرسمية، ويقدر أنه قد يصل إلى 33 ألف طن من الذهب.وفي ظل هذه الظروف، يرى فريسبي أن الصين تتبنى سياسة السرية بشأن مشترياتها من الذهب، مشيرًا إلى أن الصين قد تستخدم هذا الثروة الذهبية كوسيلة للتأثير في السوق العالمية وكسلاح في حالة نشوب أي صراع اقتصادي مع دول أخرى، خاصة إذا ما تطلبت الضرورة دعم عملتها بالذهب.