ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثالث
على التوالي وذلك بعد الانخفاض الحاد الذي شهده الدولار الأمريكي يوم أمس بعد صدور
بيانات التضخم الأمريكية، التي دفعت الأسواق إلى تغيير توقعاتها بشأن مستقبل
السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
سجل الذهب الفوري ارتفاع اليوم
الأربعاء بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 1974 دولار للأونصة، وذلك بعد
أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% مسجلاً ارتفاع بمقدار 17 دولار.
منذ بداية الأسبوع ارتفع الذهب
بنسبة 1.7% ليربح 33 دولار للأونصة، وذلك بعد أن شهد الذهب أسبوعين من الهبوط.
السبب الرئيسي وراء ارتفاع الذهب
منذ جلسة الأمس كان بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من التوقعات، فقد تراجع
مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر إلى المستوى
3.2% بأقل من التوقعات 3.3% والقراءة السابقة 3.7%.
عمل هذا على زيادة التوقعات في
الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد لا يلجأ إلى رفع جديد في أسعار الفائدة بعد
تباطؤ قطاع التوظيف وتراجع معدلات التضخم خلال شهر أكتوبر.
توقعات العقود الآجلة لأسعار
الفائدة الأمريكية بعد بيانات التضخم شهدت احتمال بنسبة 65٪ لخفض أسعار الفائدة في
مايو من العام المقبل، مقارنة بـ 34٪ في قبل صدور البيانات.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه
مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض يوم أمس بنسبة 1.5% ليسجل أدنى مستوياته منذ
شهرين ونصف، بينما انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات ليسجل أدنى مستوى منذ
شهرين عند 4.428% ويكون بذلك انخفض العائد منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.2%.
التوقعات الآن في الأسواق أصبحت
صالح انتهاء دورة رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، وذلك على الرغم من تصريحات
أعضاء البنك الفيدرالي ورئيسهم جيروم باول خلال الأسبوع الماضي التي أشارت جميعها
إلى استمرار التشديد النقدي من قبل البنك واستعداده لمزيد من عمليات الرفع في
أسعار الفائدة عند الحاجة لذلك.
انخفض الدولار وتراجع عوائد
السندات الأمريكي بالإضافة إلى تغير نظرة الأسواق تجاه مستقبل الفائدة تعد البيئة
المناسبة لانتعاش أسعار الذهب، ولكن الارتفاع في المعدن النفيس جاء أقل من المتوقع
مقارنة مع سلع أخرى.
السبب الرئيسي وراء ذلك كان تحول
المستثمرين إلى الأصول مرتفعة المخاطر مثل الأسهم الأمريكي والسلع الأخرى، وهو
الأمر الذي حد من مكاسب الذهب في الأسواق، خاصة أن الدعم الذي يحصل عليه الذهب من
التوترات الجيوسياسية قد تراجع منذ الأسبوع الماضي بعد أن تقلصت مخاوف توسع رقعة
الحرب في الشرق الأوسط بالنسبة للمستثمرين.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور
بيانات عن الاقتصاد الأمريكي متعلقة مؤشر أسعار المنتجين عن شهر أكتوبر، وهو مؤشر
قياس التضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين، ومتوقع أن تتراجع قراءة المؤشر إلى 0.1%
من القراءة السابقة 0.5%.
أيضاً بيانات مبيعات التجزئة
الأمريكية عن شهر أكتوبر والتي تعد مقياس لمعدلات إنفاق المستهلكين متوقع أن تنخفض
بنسبة – 0.3% من ارتفاع سابق بنسبة 0.7%.
البيانات الاقتصادية التي تصدر
مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي تؤكد فكرة أن الاقتصاد بدأ يتأثر بعمليات رفع الفائدة
التي بدأت منذ مارس من العام الماضي، وبالتالي تراجعت معدلات الإنفاق وبدأ التضخم
في التراجع الأمر الذي قد ينهي فكرة التشديد في السياسة النقدية.
الذهب يعد المستفيد الأول من هذا
الوضع لأن فكرة استمرار رفع الفائدة والتشديد النقدي كانت تحد من مكاسب الذهب،
وتجعل استقرار السعر فوق المستوى 2000 دولار للأونصة أمر صعب النسبة للذهب.