في الأشهر التسعة الأولى من العام، زادت الصين مشتريات المصارف المركزية من الذهب إلى مستويات قياسية عالمية. تم ذلك كجزء من استراتيجية الدول لحماية أموالها من تأثير التضخم وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. ووفقًا لتقرير من مجلس الذهب العالمي، قامت المصارف المركزية العالمية بشراء ما يقارب 800 طن من الذهب خلال هذه الفترة، وهذا يمثل زيادة بنسبة 14٪ مقارنة بالعام السابق.الصين أبرزت نفسها كأكبر مشتر للذهب في هذا العام، حيث قام البنك المركزي الصيني بشراء 181 طنًا، ما يمثل 22.6٪ من إجمالي مشتريات المصارف المركزية العالمية. وزيادة هذه المشتريات أدت إلى زيادة حيازة الصين للذهب إلى 4٪ من احتياطياتها.بولندا وتركيا كانتا ثاني وثالث أكبر مشترين في الربع الثالث، حيث اشترت بولندا 57 طنًا وتركيا 39 طنًا. بالإضافة إلى ذلك، قامت ثمانية مصارف أخرى بشراء كميات أكبر من طن واحد.زاد الاهتمام المستمر بشراء الذهب بسبب تصاعد عائدات السندات وتعزيز الدولار. وارتفعت أسعار المستهلكين وانخفضت قيمة العملات في العديد من الأسواق، مما دفع الناس نحو شراء الذهب كوسيلة لتخزين قيمتهم. هذا بالإضافة إلى الرغبة في الحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في ظل استخدام واشنطن للدولار في عمليات العقوبات ضد بعض الدول.كانت مشتريات المصارف المركزية للذهب أعلى بكثير من الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها رسميًا، ويُقدر أن هذا الفارق بلغ حوالي 129 طنًا إضافية في الربع الثالث. وبالتالي، يمكن القول إن إجمالي مشتريات القطاع الرسمي للذهب في العام قد اقترب أو تجاوز الرقم القياسي الذي سُجل في العام السابق بحوالي 1081 طنً.الطلب على الذهب للمجوهرات قليلاً بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن الطلب على الاستثمار كان متباينًا. ازداد الاهتمام بالذهب كوسيلة للتخزين بفعل ضعف العملة الوطنية والتقلبات في الأسواق المالية والقطاع العقاري. وبفضل هذه العوامل، استمرت أسعار الذهب على مستويات تاريخية عالية حوالي 2072 دولار للأونصة، على الرغم من توقع المستثمرين أن الاحتياطي الفيدرالي سيحتفظ بأسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.تمت مشتريات المصارف المركزية للذهب بوتيرة تاريخية، وعلى الرغم من أنها انخفضت قليلاً مقارنة بالمستوى القياسي في الربع الثالث من العام الماضي، إلا أن الاهتمام بالذهب كملاذ آمن واستثمار استمر في الارتفاع. وبالتالي، تظل المعلومات حول مشتريات المصارف المركزية من الذهب محل تقدير، وتشير التدفقات العالمية من المعدن الأصفر إلى أن المشتريات الفعلية ربما تكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة.