في فنون حرفة السيف الدمشقي، يترتبط التقليد بالمهارة والفن. فقد تميزت صناعة السيف الدمشقي بالتكنيك المعقد لـ “التكفيت” على المعادن، حيث يستخدم فيها النحاس والمعادن الأخرى المعشقة بخيوط من الذهب والفضة. يُعَدُّ هذا الفن جزءاً لا يتجزأ من التراث الحضري في دمشق. أكد شيخ الكار فياض سليمان السيوفي، في حديثه لصحيفة الثورة، أنه ورث هذه المهنة الفريدة من نوعها عن أجداده، وأنه مستمر في هذا الحرفة الرفيعة لأكثر من أربعة عقود ونصف.ويشير السيوفي إلى أن صناعة السيف الدمشقي تتطلب استخدام معدن مقاوم للصدمات يحافظ على شكله وقوته، وهو ما جعله يحظى بشهرة عالمية. يتميز السيف الدمشقي بتصميمه المتقن، حيث يتم دمج معدنين مختلفين بعناية فائقة، بالإضافة إلى نقش الذهب والفضة الخالصين عيار ٢٤. يُظهَر هذا الفنان الماهر أنَّ عملية النقش تبدأ دون وجود رسم مسبق، بل تكون الرؤية الفنية موجودة في خيال الحرفي. يتمثَّل الجمال في تجمُّع خيوط الذهب والفضة بدقة على سطح السيف، ثم يتم تثبيتها باستخدام النار لتتلاصق بشكل مثالي مع المعدن الأساسي.يُشير السيوفي إلى أنَّ عملية صناعة السيف الدمشقي تستغرق وقتًا طويلاً ودقة عالية، حيث تمتد من سبعة أيام إلى ثلاثة أشهر، ويعتمد ذلك على التصميم والنقوش المطلوبة. يبلغ وزن السيف الدمشقي بين ٢ و ٢.٥ كيلوغرام، ويتناسب طوله مع حامله، حيث يتراوح بين ٨ و ٩ سم، وعرضه بين ٣ و ٤.٥ سم.باختصار، فإن فن صناعة السيف الدمشقي يُمثِّل تحفة فنية تجمع بين التراث والمهارة والجمال، ويظل رمزًا للحرفية الرفيعة والابتكار في عالم صناعة السيوف.