اليوم، يتصدر ترند الأخبار حديثًا عن وداع الذهب والفضة والدولار، حيث اكتشف شاب سعودي ثروة جديدة قد تقلب اقتصاد العالم رأسًا على عقب. هذا الاكتشاف يتعلق بالمعدن “البلاديوم” الذي أصبح ثمينًا ومنافسًا قويًا للذهب كملاذ آمن للاستثمار، وخاصة في ظل الأوضاع العالمية مثل الأوبئة والحروب والتوترات السياسية التي تجعل المستثمرين يبحثون عن استثمارات أكثر أمانًا.على الرغم من اكتشاف المعدن “البلاديوم” في عام 1803، إلا أنه اكتسب شهرة وأصبح محط أنظار المستثمرين في السنوات الأربع الماضية. حقق البلاديوم ارتفاعات سعرية كبيرة، حيث أصبح أغلى من الذهب نفسه. وفي فبراير من العام الماضي، وصل سعر البلاديوم إلى مستويات قياسية عالية تصل إلى 2882.11 دولار للأوقية، بينما سجل سعر الذهب 1934 دولارًا للأوقية.ارتفعت أسعار البلاديوم بنسبة تزيد عن 26٪ منذ بداية عام 2020، بينما ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 25٪ خلال نفس الفترة. ويكتمل سبق البلاديوم بندرته، حيث يعتبر نادرًا بمعدل يصل إلى 30 مرة أكثر من الذهب. يتم استخدام البلاديوم بشكل رئيسي في صناعة السيارات للمساهمة في تقليل انبعاثات الكربون الضارة بنسبة تصل إلى 90٪. ويجد البلاديوم استخدامًا أيضًا في الإلكترونيات وطب الأسنان والتطبيقات الكيميائية وصناعة المجوهرات ومعالجة المياه والعديد من المنتجات الصناعية الأخرى.وبالإضافة إلى خصائصه المميزة، ينخفض مخزون البلاديوم في الأرض بنسبة كبيرة، حيث انخفض بمقدار 30٪ منذ عام 2010. تتوقع شركة استشارات المعادن “متلز فوكس” أن يكون هناك عجز في إمدادات البلاديوم بحوالي 124 ألف أونصة (3.9 طن) في العام الحالي، وهذا هو أدنى مستوى للعجز منذ عام 2011.مع تشديد الاتحاد الأوروبي لشروطه للحد من الانبعاثات الضارة، خاصة فيما يتعلق بعوادم السيارات، زاد الطلب على البلاديوم بشكل كبير، حيث يلعب دورًا أساسيًا في صناعة محركات السيارات. تميز المعدن الأبيض بتحقيق ارتفاعات سعرية قياسية نتيجة لهذا الطلب المتزايد.يتم استخدام البلاديوم في صناعة المحولات الحفازة (catalytic converters) التي تستخدم في السيارات لتقليل انبعاثات العوادم الضارة، وهذا يشمل انخفاض انبعاثات أول أكسيد الكربون وأوكسيد الآزوت وثاني أكسيد الأزوت. هذا الاستخدام الواسع في صناعة السيارات جعل البلاديوم أكثر طلبًا وسجلت حالات سرقة محولات حفازة تحتوي على كميات صغيرة من البلاديوم في العديد من مدن أوروبا والولايات المتحدة.روسيا، جنوب أفريقيا، كندا، الولايات المتحدة، وزيمبابوي تعتبر الخمس دول الرئيسية المنتجة للبلاديوم في العالم. شركة “نوريلسك نيكل” الروسية تمثل أكبر منتجي البلاديوم على مست