صدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي
عدد من البيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع التي زادت من التوقعات بمرونة
الاقتصاد الأمريكي وزيادة الضغط على معدلات التضخم بشكل قد يدفع البنك الفيدرالي
إلى التمسك بتشديد السياسة النقدية لفترة أطول من المتوقع، الأمر الذي انعكس
بالسلب على أداء الذهب.
ارتفع مؤشر أسعار المنتجين عن شهر
أغسطس بنسبة 0.7% بأعلى من القراء السابقة بنسبة 0.3%، كما ارتفع المؤشر السنوي
بنسبة 1.6% من القراءة السابقة 0.8%. ويعد مؤشر أسعار المنتجين هو مقياس للتضخم
بالنسبة للشركات وللمنتجين في الولايات المتحدة، وقراءة شهر أغسطس تظهر ارتفاع
للشهر الثاني على التوالي مما يدل على تماسك التضخم بشكل عام في الاقتصاد
الأمريكي.
من جهة أخرى صدرت اليوم أيضاً
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر أغسطس لتظهر ارتفاع بنسبة 0.6% بأقل من
القراءة السابقة 0.7% ولكنها أفضل من التوقعات بنسبة 0.1%، وجاء المؤشر الجوهري
الذي يستثني عوامل التذبذب مرتفعاً بنسبة 0.6% بأقل من القراءة السابقة بنسبة 1%
ولكنه أفضل من التوقعات 0.4%.
مؤشر مبيعات التجزئة يقيس معدل
إنفاق القطاع العائلي في الولايات المتحدة ويعد أحد مؤشرات الإنفاق للاقتصاد
الأمريكي وجاءت قراءة شهر أغسطس أقل بشكل طفيف من القراءة السابقة وأفضل من
التوقعات الأمر الذي يعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي وتماسك معدلات الإنفاق والنمو الأمر
الذي من شأنه أن يزيد من دعم معدلات التضخم في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك جاءت بيانات
طلبات اعانات البطالة الأسبوعية في الاقتصاد الأمريكي لتشهد تراجع خلال الأسبوع
الماضي إلى 220 ألف مقارنة مع التوقعات 226 ألف والقراءة السابقة بقيمة 217 ألف،
والتغير الطفيف في اعانات البطالة يدل على استقرار قطاع العمالة وتباطؤه بشكل
معتدل.
البيانات الأمريكية اليوم إلى
جانب بيانات الأمس التي أظهرت ارتفاع معدل التضخم تزيد من التوقعات أن الفيدرالي
الأمريكي متمسك بتشديد السياسة النقدية على الرغم من إبقاءه على أسعار الفائدة
ثابتة في اجتماعه في سبتمبر كما تشير التوقعات، ولكن قد نشهد رفع جديد للفائدة في
نوفمبر.
تسببت التوقعات في خفض أسعار
الذهب الفورية خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% لتسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 1901
دولار للأونصة ويتداول وقت كتابة التقرير عند 1904 دولار للأونصة، ليصبح الذهب في
طريقه إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، حيث انخفض منذ بداية الأسبوع
بنسبة 0.8%.
الجدير بالذكر أن البنك المركزي
الأوروبي قد رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة ليفاجئ الأسواق وتصل الفائدة إلى
4.50% من 4.25%، ليشير البنك الأوروبي في بيانه إلى رفع توقعات التضخم الذي من
المنتظر أن يظل عند مستويات مرتفعة خلال العام القادم، الأمر الذي يبقي التشديد
النقدي للبنك لضمان السيطرة على التضخم، ولكن البنك أشار إلى مخاوف بشأن معدلات
النمو.
فشل قرار البنك المركزي الأوروبي
برفع الفائدة في دعم اليورو بسبب قوة الدولار الأمريكي بعد البيانات الاقتصادية
الأمريكية الأفضل من المتوقع، الأمر الذي دفع اليورو إلى التراجع مما زاد من مكاسب
الدولار وبالتالي انعكس بالسلب على مستويات الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع
الدولار الأمريكي.
أما عن سعر الذهب المحلي فلم
يتأثر بتحركات الذهب العالمي كون الذهب المحلي يجد ضغط سلبي من تراجع الطلب على
الذهب خلال هذه الفترة بالإضافة إلى ثبات سعر صرف الدولار في السوق الموازية
وتراجع الطلب عليه الأمر الذي يدفع الذهب المحلي إلى التحرك في نطاقات ضيقة تميل
إلى الهبوط.
هذا وقد افتتح سعر الذهب المحلي
اليوم الخميس عند المستوى 2195 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعاً، قبل أن ينخفض
بمقدار 5 جنيهات ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2190 جنيه للجرام عياب 21.