وفقا لموقع ” أندبندنت العربية ” الذي أوضح في تقرير له أن على مر الزمن، اعتبر المستثمرون الذهب ملاذًا آمنًا يساعد في تنويع محافظهم الاستثمارية وتفادي الاضطرابات الاقتصادية. فالذهب يُعد أحد أقدم أشكال العملات في العالم، وقد كان له تاريخ طويل كتحوط فعال ضد التضخم، إذ يرتفع قيمته عندما يتراجع القوة الشرائية للدولار الأمريكي.وعلى الرغم من تباين توقعات بنوك الاستثمار العالمية بشأن المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، يتفق سبعة منها على ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات جديدة. يعود ذلك إلى ضعف الدولار وتباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة، فضلاً عن الشراء المرتفع من قِبل البنوك المركزية.وتشير أحدث التوقعات من بنك “مورغان ستانلي” إلى أن الذهب، الذي يرتبط بالدولار بعلاقة عكسية، من المتوقع أن يشهد ارتفاعًا خلال النصف الثاني من العام الحالي نظرًا لضعف العملة الأمريكية.وفي هذا السياق، يروي المحلل كريستوفر ك. باكستر من البنك المذكور أن انخفاض أسعار الفائدة سيدفع بسعر الذهب للارتفاع، استنادًا إلى توقعاته المستمدة من السنوات الـ 25 الماضية، حيث شهد المعدن ارتفاعًا بنسبة 10 في المئة في كل مرة تراجع فيها معدل الفائدة. ويرجح أن يبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي قريبًا تخفيض وتيرة رفع أسعار الفائدة بعد تلقي إشارات تشير إلى انحسار التضخم.ويُشير باكستر أيضًا إلى أن العام الماضي شهد شراء البنوك المركزية للذهب بأسرع وتيرة منذ عام 1967، حيث وصلت كمية الشراء إلى حوالي 1136 طنًا، دون وجود مؤشرات تشير إلى تباطؤ وتيرة الشراء في ظل استمرار البنوك المركزية في الاحتياط من التضخم من خلال شراء المعدن الثمين، وبالتالي، تسعى الدول إلى التنويع بعيدًا عن العملات الرئيسية مثل الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني.بناءً على توقعات بنوك الاستثمار، يعتقد بنك “يو بي أس” السويسري أن الاحتياط الفيدرالي الأمريكي يقترب من الانتهاء من دورة رفع أسعار الفائدة. ويوصي البنك العملاء بإعادة تقييم حيازاتهم النقدية والتأكد من تنويعها بشكل جيد، مع توقعات بانخفاض جاذبية الودائع النقدية مع بدء خفض أسعار الفائدة وارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية.من جانبه، توقع بنك “سوستيه جينرال” الفرنسي ارتفاع سعر الذهب إلى 2200 دولار بنهاية العام الحالي، مع توقعات لارتفاع التضخم في المستقبل. يرى البنك الفرنسي أن ضعف الدولار الأمريكي مع خفض أسعار الفائدة سيدعم ارتفاع سعر الذهب وسيعزز الأصول المقومة بالدولار.وفيما يتعلق بتوقعات بنك “غروب كابيتال”، يتوقعون أن يصل سعر الذهب إلى 2000 دولار بنهاية العام الحالي، مع اعتقادهم ببدء الركود في الربع الرابع من العام وتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية في الربع الأول من عام 2024. ومن المتوقع أن يرتفع سعر الفائدة هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس، ويتوقعون خفضًا كبيرًا في أسعار الفائدة خلال عام 2024.على الرغم من توقعات مختلفة، يلاحظ محللو “غروب كابيتال” أن المستثمرين لم يعودوا متحمسين للشراء بنفس القدر السابق. يتوقعون تأثيرًا إيجابيًا محدودًا على سعر الذهب من خلال تيسير السياسة النقدية حتى نهاية العام، ولكن ليس بشكل جذاب من الأسعار الحالية.وبشكل عام، تبقى التوقعات بارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة مرتبطة بعدة عوامل، بما في ذلك ضعف الدولار الأمريكي، خفض أسعار الفائدة، توقعات التضخم، وتنويع الاستثمارات. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الأسواق المالية قابلة للتقلبات ويمكن أن يتغير الوضع الاقتصادي والسياسي بشكل سريع، مما يؤثر على توقعات أسعار الذهب.بنك الاستثمار الأمريكي العملاق “ويلز فارغو” يتوقع في تقريره للنصف الثاني من العام الحالي أن يتراوح سعر أوقية الذهب بين 2100 و2200 دولار بنهاية العام، ويتوقع أن يرتفع إلى 2300 و2400 دولار بنهاية العام 2024.ويلاحظ التقرير أن المستثمرين قد تحولوا في الفترة الأخيرة إلى امتلاك سلع ذات حساسية اقتصادية منخفضة مثل الذهب، بدلاً من السلع الحساسة اقتصاديًا مثل النفط، ويرجع هذا التحول إلى قلق المستثمرين بشأن الضغوط المالية في البنوك الإقليمية وتشديد الائتمان. ويشدد التقرير على أن توقعات ضعف الدولار الأمريكي تعزز فرص ارتفاع أسعار الذهب والمعادن النفيسة.ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من توقعات البنوك ومؤسسات الاستثمار المختلفة، فإن أسعار الذهب والمعادن الثمينة تتأثر بعوامل متعددة وقابلة للتغير، مثل التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، والتوترات الجيوسياسية، والتضخم، وحركات العملات. لذلك، ينبغي على المستثمرين أن يتابعوا تطورات السوق ويستندوا إلى تحليل شامل قبل اتخاذ قرارات استثمارية.الشركة العالمية للتأمين “أليانز” انضمت إلى قائمة الشركات والبنوك الكبرى التي تتوقع ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة. في تقريرها النصف السنوي الصادر مؤخرًا، أشارت “أليانز” إلى أن المعادن الثمينة، وخاصة الذهب، ستظل جذابة في ظل ارتفاع معدلات التضخم والأخطار الجيوسياسية.تشير الشركة إلى أن مسار الدولار يلعب دورًا حاسمًا في الاستثمارات، حيث تراجعت قيمة العملة الأمريكية بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في 20 عامًا مقابل سلة من العملات في العام الماضي. ومع اقتراب البنوك المركزية من نهاية دورات التشديد النقدي، قد يصبح الدخل الثابت ذو العائد المرتفع أكثر جاذبية.من جانبه، توقع البنك الدولي في أحدث تقرير لتوقعات أسواق السلع ارتفاع سعر الذهب في المتوسط إلى 1900 دولار للأوقية، بنسبة زيادة تقدر بستة في المئة مقارنة بالعام الماضي.يلاحظ المحللان باولو أغنولوتشي ومنيب نسيم في مدونة البنك الدولي أن أسعار الذهب ارتفعت تسعة في المئة خلال الربع الأول من عام 2023، وذلك بفعل ضعف الدولار الأمريكي والتوترات الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم المستمرة.وأشارا إلى أن مشتريات البنوك المركزية ارتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال 55 عامًا، في حين يظل الطلب على المجوهرات في الصين ضعيفًا، بينما عاد الطلب في الهند إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.وقد أشاروا أن الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى ارتفاع أسعار المعادن الثمينة بعد انخفاضها في بداية العام الحالي. وقد ارتفع مؤشر البنك الدولي للمعادن الثمينة بنسبة تسعة في المئة خلال الربع الأول من هذا العام. يعزو هذا الارتفاع أيضًا إلى الطلب الصناعي القوي، الذي لعب دورًا هامًا في رفع أسعار الفضة والبلاتين.ومن المتوقع أن يؤدي ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتوقعات السوق بخفض معدلات الفائدة إلى مزيد من الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة، خاصة إذا قررت البنوك المركزية زيادة استثماراتها في الذهب.