التقرير اليومي للذهب من جولد بيليون 3/4/2023

المصدر : جولد بيليون

أسعار الذهب العالمي تنخفض مع بداية تداولات الأسبوع لتعيد اختبار مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة، وذلك بعد إعلان مفاجئ من منظمة أوبك + بخفض إنتاج النفط الخام الأمر الذي ينذر بارتفاع في معدلات التضخم وبالتالي تغير في مخططات أسعار الفائدة.تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير عند المستوى 1964.55 دولار للأونصة لتحقق انخفاض بنسبة 0.3%، يأتي هذا بعد أن سجلت أدنى مستوى اليوم عند 1949.68 دولار للأونصة في إعادة اختبار لمستوى الدعم المتماسك حتى الآن عند المستوى 1950 دولار للأونصة.يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب في أولى جلسات التداول في شهر ابريل وفي الربع الثاني من 2023، بعد أداء استثنائي للذهل خلال الشهر الماضي الذي شهد أفضل أداء شهري له منذ يوليو 2020 مرتفعاً بنسبة 7.8% مسجلاً أعلى مستوى منذ عام خلال الشهر عند 2009.69 دولار للأونصة.انخفاض الذهب مع بداية تداولات الربع الثاني كانت متوقعة في الأسواق بعد الإداء القياسي للذهب خلال الربع الأول والذي يتطلب معه تصحيح سلبي، وترى الأسواق أن مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة قد يصمد لبعض الوقت أمام انخفاض الذهب، ولكن تأثير البيانات الاقتصادية قد يزيد من حدة الهبوط ويدفع الذهب إلى اختبار مستويات الـ 1900 دولار للأونصة.فاجأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من بينهم روسيا الأسواق بإعلانها مزيدا من التخفيضات في الإنتاج بنحو 1.16 مليون برميل يوميا يوم الأحد. حيث كان من المتوقع أن تحافظ المنظمة المعروفة باسم أوبك + على قرارها السابق بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى ديسمبر في اجتماعها الشهري يوم الاثنين.إجمالي تخفيضات منظمة الأوبك + من إنتاجها يمثل حالياً حوالي 3.7% من إجمالي الطلب العالمي، وهو الأمر الذي تسبب في التأثير على أداء الأسواق المالية بشكل عام وانعكس الأمر على أسواق الذهب بشكل خاص.الذهب لعب دور الملاذ الآمن الأساسي في الأسواق متغلباً على الدولار خلال الفترة الماضية مستغلاً الأزمة المصرفية، والآن بعد أن هدأت الأزمة وبعد تدخل منظمة الأوبك عادت التوقعات تتزايد أن التضخم قد يعود إلى التزايد بعد قرار أوبك الذي سيرفع فاتورة الطاقة عالمياً.وزيادة الضغط على التضخم قد يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى التمسك برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في مايو القادم، وقد يعيد سياسة التشديد من قبل الفيدرالي إلى النشاط مرة أخرى خاصة إذا لم نشهد أية أزمة جديدة في قطاع البنوك حتى تاريخ اجتماع البنك.يذكر أنه ترتفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائد عندما يتم زيادة أسعار الفائدة لخفض التضخم.تأتي تدخلات منظمة أوبك + بعد أيام من تباطؤ بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي، وهو ما أعاد التوترات إلى الأسواق سريعاً خاصة أن هذا الأسبوع يشهد بيانات تقرير الوظائف الحكومي للقطاع الغير زراعي في الولايات المتحدة الأمريكية. والذي يعد أحد التقارير الرئيسية الذي يعتمد عليه الفيدرالي لتقييم أداء قطاع العمالة والاقتصاد بشكل عام.تعافي العائد على السندات الحكومية يزيد من الضغط على الذهبارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية مع بداية تداولات هذا الأسبوع وذلك بعد الانخفاض الكبير الذي شهده خلال شهر مارس بعد تغير التوقعات بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية بسبب أزمة البنك التي قللت من فرص استمرار التشديد النقدي للفيدرالي.ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات اليوم بنسبة 1.36% مسجلاً 3.543%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر حساسية لتحركات أسعار الفائدة بنسبة 0.93% عند 4.133%.ساعد هذا التعافي في العائد على السندات الحكومية في بداية إيجابية للدولار هذا الأسبوع حيث ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.3% عند افتتاح جلسة اليوم قبل أن يعود إلى التراجع يتداول بالقرب من سعر افتتاح الجلسة ويخسر معظم مكاسبه.عانى الدولار الأمريكي من أداء سلبي خلال شهر مارس فقد انخفض بنسبة 1.6% وسجل انخفاض لخمس أسابيع متتالية وفقاً لمؤشر الدولار لينخفض خلال الربع الأول من العام بنسبة 1.3% ليمدد انخفاض بنسبة 7.7% من الربع الرابع من 2022.ساعد هذا التعافي في العائد على السندات الحكومية الأمريكية والبداية الإيجابية للدولار على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب اليوم، بينما تنتظر الأسواق المزيد من الأدلة على إمكانية تحول السياسة النقدية للفيدرالي إلى التشديد مجدداً وهو ما سيظهر من خلال البيانات الاقتصادية.يشهد هذا الأسبوع عدد من البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاد الأمريكي والتي من شأنها أن تؤثر على تحركات أسواق الذهب، بداية مع مؤشر أداء القطاع الصناعي الذي يصدر اليوم والذي من المتوقع أن يشهد انكماش القطاع الصناعي للشهر الخامس.أيضاً سيصدر تقرير أداء قطاع الخدمات الأمريكي وتقرير آخر عن أداء الوظائف في القطاع الخاص، وستكون النهاية مع تقرير الوظائف الحكومي وهو التقرير الأهم الذي يصدر هذا الأسبوع مع توقعات بخلق الاقتصاد الأمريكي لـ 235 ألف وظيفة في مارس مقارنة مع 311 ألف وظيفة في فبراير.الأداء الإيجابي مستمر لمؤشرات السلع بالرغم من توقعات التضخماستمرت مؤشرات السلع في الأداء الإيجابي مع بداية تداولات شهر ابريل، وذلك على الرغم من تدخلات منظمة الأوبك + والتوقعات بعودة التضخم للارتفاع وعودة التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.مؤشر S&P GSCI للسلع والذي يعمل كمعيار للاستثمار في أسواق السلع وكمقياس لأداء السلع بمرور الوقت شهد ارتفاع اليوم الاثنين بنسبة 2.7% ليسجل أعلى مستوياته منذ 3 أسابيع، وذلك بعد أن جل أسبوعين متتاليين من المكاسب، بينما قد سجل المؤشر خمسة أشهر متتالية من الخسائر منتهية في مارس.ارتفاع مؤشر GSCI للسلع اليوم يعكس استمرار الطلب على السلع في التعافي، خاصة أن النفط الخام يدخل من ضمن مكونات المؤشر وهو ما ساعده على الارتفاع، ويعكس هذا استقرار أسعار السلع بالرغم من التدخلات الخارجية الحالية.ما يؤكد استقرار الطلب على الذهبوالسلع بشكل عام كان تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) للأسبوعالمنتهي في 28 مارس، والذي أظهر ارتفاع ملحوظ في عقود شراء الذهب بأعلى من التقريرالسابق بمقدار 7244 عقد بينما انخفضت عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابقبواقع – 15781 عقد.اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجماليقرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 176 أمر تداول بينما وصلت أوامر شراء عقودبيع الذهب إلى 55 أمر تداول فقط.أسعار الذهب محلياًعاد الهدوء لأسواق الذهب المحليةاليوم الاثنين بعد بداية مثيرة للأسبوع وتسجيل مستويات تاريخية في أسعار الذهبلنشهد تراجعات طفيفة في الأسعار واستقرار في التعاملات اليوم وذلك بالتزامن معتراجع في أسعار الأونصة عالمياً.سجل سعر جرام الذهب عيار 21الأكثر شيوعاً اليوم 2165 جنيه للجرام وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى للإطلاق يومالسبت عند 2260 جنيه للجرام، بينما قد سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17320 جنيه.الهدوء في أسواق الذهب يأتي في ظلتراجع التوترات في الأسواق منذ قيام البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدةبمقدار 200 نقطة أساس يوم الخميس الماضي، وعدم تحرك سعر صرف الجنيه كما توقعالعديدين في الأسواق.حيث يستقر سعر صرف الدولار مقابلالجنيه عند المستوى 30.95 جنيه لكل دولار دون تغير منذ شهر تقريباً، الأمر الذيقلل من زخم ارتفاع الذهب بعض الشيء بعد التوقعات بانخفاض جديد في مستويات الجنيه. من جهة أخرى قام كل من البنك الأهلي المصري وبنكمصر بطرح شهادتي ادخار جديدتين بعد قرار رفع الفائدة من قبل المركزي المصري، حيثوصل العائد على الشهادة الأولى بنسبة 19% بعائد ثابت تصرف شهرياً والعائد علىالشهادة الثانية متناقص بنسبة 22% والشهادتين بأجل 3 سنوات.وصلت أسعار الفائدة بعد قرارالمركزي الأخير على الودائع لليلة الواحدة إلى 18.25% وارتفعت الفائدة على الإقراضبنسبة 19.25% بينما وصل سعر الفائدة الرئيسية عند 18.75%. لتسجل اعلى مستوى منذيوليو 2017.وقد صدرت تقارير عن حصيلة اليومالأول للشهادات الجديدة بتسجيل بنك مصر 19 مليار جنيه، خاصة أن قرار اصدارالشهادات الجديدة يتزامن مع انتهاء استحقاق شهادات الـ 18% التي تعيد سيولةمقدارها 750 مليار جنيه تقريباً إلى الأسواق.يمكن القول إن أسواق الذهب تأثرتسلباً بالإعلان هن الشهادات الجديدة وتحول جزء كبير من السيولة النقدية إلىالاستثمار في شهادات الادخار، ولكن إذا حسبنا مقدار الانخفاض في الذهب والذي يصلإلى 95 جنيه على سعر اليوم من اعلى سعر تم تسجيله، نجد أن الانخفاض ضعيف مقارنة معمقدار الزيادة الذي سجلته أسعار الذهب خلال شهر مارس بنسبة 32% وبقيمة 540 جنيهتقريباً.السبب الرئيسي وراء ذلك يرجع أنالذهب يلعب دور رئيسي في الأسواق الآن، فهو تحوط ضد التضخم الذي تخطى مستويات 30%خلال فبراير، ويعد أيضاً ملاذ آمن ضد مخاوف التغير في سعر الصرف والذي من شأنه أنيدفع التضخم إلى الارتفاع من جديد، وبالتالي فتأثير انتقال السيولة النقدية إلىشهادات الادخار يظل ضعيف على الاستثمار في الذهب.