يظن الكثيرون أن الجنيه المصري هو أول عملة وطنية في مصر، بعيدًا عن العملات التي صُكت بواسطة الحكام العرب والمسلمين والرومان الذين حكموا مصر. ولكن القليل من الناس يعلمون أن لديها أقدم عملة في تاريخ الإنسانية. دعونا نتعرف على بداية هذه القصة.”نوب نفر” أو “نقود تاخوس ودي” هي أول عملة فرعونية تم صنعها بواسطة الإنسان في التاريخ. صُكت لأول مرة في عام 350 قبل الميلاد باسم الملك المصري تيوس. أطلق عليها المصريون اسم “نقود تاخوس ودي”، وهي الجد الأصلي للجنيه المصري، لأنها كانت عملة مصرية خالصة.وفي التاريخ القديم، كان يُجري التبادل التجاري في مصر بواسطة المواد الزراعية مثل الحبوب والبيض والماشية والمنتجات اليدوية وما إلى ذلك. ولكن تحت ضغط الظروف السياسية، تم صك العملة بأمر من الملك تاخوس لتُستخدم في التجارة ودفع الأجور للجنود المرتزقة اليونانيين الذين جلبهم لمحاربة الفرس الذين هددوا مصر.وفي عهد الأسكندر الأكبر، بدأ المصريون في استخدام النقود في التعاملات اليومية لأول مرة في التاريخ. وقتها، كانت العملة تحمل صورة الإسكندر بعد أن ألهموه إلهًا، وبدأت النقود تُستخدم على نطاق أوسع في التجارة والاقتصاد المصري.الدرس الذي يمكننا أن نتعلمه هو أن الجنيه المصري ليس مجرد عملة، بل هو تجسيد للنظام المالي العريق الذي كانت تحتله مصر في العالم القديم. إنها دليل على أن مصر كانت أول دولة تخترع التجارة والنقود والحكومة والدواوين والميزانيات والانفاق ونظام الضرائب والتبادل التجاري، وهو الأمر الذي يجعل تاريخ العملة المصرية غنيًا وملهمًا.