وفقًا لأحدث استطلاعات الرأي الاجتماعية التي أجرتها شركة التحليلات والاستشارات الأميركية “غالوب”، تشير النتائج إلى أن الذهب قد قفز إلى المركز الثاني كأفضل استثمار طويل الأجل في الولايات المتحدة هذا العام، بعد العقارات.وبلغت نسبة الأميركيين الذين اختاروا العقارات كأفضل استثمار طويل الأجل 34 في المئة فقط، مقارنة بنسبة 45 في المئة في العام الماضي. يُعزى ذلك جزئيًا إلى ارتفاع أسعار الفائدة خلال العام الماضي، مما أدى إلى تقليل حماسة المستهلكين بشأن العقارات كاستثمار.من جهة أخرى، تقريبًا ارتفعت نسبة الأميركيين الذين يرون في الذهب أفضل استثمار، من 15 في المئة في العام الماضي إلى 26 في المئة في العام الحالي. وهذا يشير إلى زيادة الاهتمام بالذهب كوسيلة للاستثمار والتخلص من التقلبات الاقتصادية.تحتل الأسهم المرتبة الثالثة في تفضيلات الأميركيين كاستثمار طويل الأجل بنسبة 18 في المئة، في حين تأتي حسابات التوفير في المرتبة الرابعة بنسبة 13 في المئة، وتحتل السندات المرتبة الخامسة بنسبة سبعة في المئة.هذه النتائج تعكس تحولًا في تفضيلات الأميركيين بشأن الاستثمارات طويلة الأجل، وتظهر تغيرًا في الاتجاهات المالية وتوجهات الاستثمار في الولايات المتحدة.في العام الماضي، شهدت العملات المشفرة تراجعًا في شعبيتها بين الأميركيين. انخفضت نسبة الأشخاص الذين يرون العملات المشفرة كأفضل استثمار إلى 4% فقط، مقارنةً بـ 8% في العام السابق. تسبب انهيار شركة تبادل العملات المشفرة “FTX” في الخريف الماضي واستمرار انخفاض سعر “بيتكوين” بمقدار النصف من أعلى مستوى له في عام 2021 في ضعف الثقة في العملات المشفرة.خاصة بين الشباب والفئة العمرية المتوسطة، انخفض الاعتقاد بأن العملات المشفرة هي أفضل استثمار بشكل حاد. انخفضت النسبة المئوية للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 سنة ويرون العملات المشفرة كأفضل استثمار من 13% في عام 2022 إلى 5% في العام الحالي.من الإحصاءات والنسب المذكورة في استطلاع “غالوب”، يمكن أن نستنتج أن الذهب اكتسب شعبية أكبر بين الأميركيين كأصل استثماري. لويس ستريت، كبير محللي الذهب في مجلس الذهب العالمي، أعرب عن دهشته تجاه هذا الارتفاع في الاهتمام بالذهب. يعزو هذا الاتجاه إلى ارتفاع أسعار الفائدة، حيث أن معدلات الفائدة المرتفعة أدت إلى تراجع الاعتقاد بأن العقارات هي أفضل استثمار. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة لم يؤثر سلبًا على الذهب، بل على العكس، دفع الناس للاعتقاد بأن الذهب هو أفضل استثمار في ظل ارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 16 عامًا.على الرغم من تراجع شعبية العملات المشفرة في الوقت الحالي، يجب أن نلاحظ أن هذه الأرقام قد تتغير مع مرور الوقت وتطور السوق. فعالم العملات المشفرة ما زال ناشئًا وقد يشهد تقلبات كبيرة في الاهتمام والثقة به على مدى السنوات القادمة. وفقًا للمحلل المالي لويس ستريت، يعتقد الكثيرون أن الذهب هو الاستثمار الأمثل في الوقت الحالي. وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من ربع البالغين في الولايات المتحدة يرون في الذهب الخيار الأفضل للاستثمار، كما أشار استطلاع للرأي. ويعكس شراء الأميركيين لـ 36 طنًا من السبائك والعملات الذهبية في الربع الأول من العام ارتفاعًا حادًا عن الربع السابق، وهو ما يوضح الاهتمام المتزايد بالذهب كأداة استثمارية قوية.أظهر الاستطلاع أن نحو ثلثي المستثمرين يعترفون بخصائص الملاذ الآمن للذهب، حيث يرون أنه يوفر حماية جيدة خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، ويزداد قيمته مع مرور الوقت. يُعتبر الذهب واحدًا من الأصول التي تعتبر آمنة ومستقرة تاريخيًا في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية.في ظل الأوقات غير المستقرة وعدم اليقين، يبحث المستثمرون عن أصول تحافظ على قيمتها وتعمل كملاذ آمن. والذهب يُعتبر من بين هذه الأصول، حيث يحظى بشعبية كبيرة نظرًا لميزاته الفريدة. فهو يُعتبر مخزونًا ثابتًا للقيمة على مر العصور وله قدرة على الحفاظ على القوة الشرائية. علاوة على ذلك، فإن الذهب يعتبر أيضًا وسيلة للتنويع في محفظة الاستثمار، مما يعني أنه يمكن استخدامه للتقليل من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في أصول أخرى.وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب على الذهب يزداد عادةً في فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، مما يؤدي إلى زيادة قيمته. وهذا يعني أنه يُمكن استخدام الذهب كوسيلة للحماية من التقلبات وتقليل المخاطر المالية في ظل الظروف غير المستقرة.ومع ذلك، يجب أن يُلاحظ أن أداء الذهب قد يختلف من فترة لأخرى، وقد لا يكون دائمًا الاستثمار الأمثل لجميع المستثمرين. من المهم أن يتم تقييم المخاطر والهدف الاستثماري الشخصي عند اتخاذ قرار بشأن الاستثمار في الذهب أو أي أصول أخرى.يشير الاستطلاع إلى أن المستثمرين الذين يمتلكون بالفعل أسهماً يظهرون اقتناعًا أقل في الأسهم مقارنة بما كانوا عليه في السابق. وفقًا للنتائج، يعتبر فقط 25% من مالكي الأسهم الأميركية الحاليين أن الأسهم هي أفضل استثمار طويل الأجل، بينما يعتقد 24% منهم أن الذهب حقق أداءً أفضل في الفترة الأخيرة. يمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو أداء الأسهم الأميركية المتراجع مقارنةً بأداء الذهب خلال الفترة الماضية من 12 إلى 18 شهرًا، حيث تفوق الذهب على الأسهم.وبشكل عام، تشير النتائج إلى أن الأميركيين يدركون إمكانات الذهب كحماية للثروة على المدى الطويل، وهذا أمر ذو قيمة خاصةً في ظل قلة الملاذات الآمنة الموثوقة التي يمكن الاعتماد عليها في الوقت الحالي. الذهب يوفر فرصة لتحقيق عوائد طويلة الأجل بالإضافة إلى دوره كملاذ آمن لحماية الثروة من التقلبات الاقتصادية والسياسية.في النهاية، يمكن استنتاج أن الأميركيين يبديون اهتمامًا متزايدًا بالذهب كوسيلة للتنويع وحماية الثروة، خاصةً في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية المترافقة مع عدم اليقين العالمي. وقد يتوجب على المستثمرين دراسة وتقييم استراتيجياتهم الاستثمارية بعناية لضمان تحقيق أهدافهم المالية على المدى الطويل.وفقًا للبيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، تم تسجيل زيادة بنسبة 1٪ في إجمالي إمدادات الذهب على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي. وقد تم دفع هذه الزيادة بفضل إنتاج قوي من المناجم وصل إلى 856 طنًا، وهو أعلى مستوى تم تسجيله في الربع الأول منذ عام 2000.تشير البيانات إلى أن إنتاج المناجم قد زاد بنسبة 2٪ على أساس سنوي، حيث تم تجاوز الحاجز المرتفع لـ 856 طنًا بقليل. وقد شهدت منطقة أمريكا الوسطى والجنوبية أكبر زيادة في الإنتاج، حيث تم تسجيل زيادة قدرها 4 أطنان على أساس سنوي. تعود هذه الزيادة إلى زيادة الإنتاج في البرازيل بنسبة 13٪. وقد شهدت مناطق أوقيانوسيا ورابطة الدول المستقلة زيادة في الإنتاج بمقدار ثلاثة أطنان على أساس سنوي، وذلك بفضل زيادة الإنتاج في أستراليا وروسيا على التوالي. ومن ناحية أخرى، لم تشهد المناطق الأخرى تغيرًا كبيرًا في الإنتاج.بلغ إنتاج المناجم في منغوليا أكثر من ضعفيه (+118٪ على أساس سنوي)، في حين ارتفع إنتاج المناجم في جنوب أفريقيا بنسبة 8٪ على أساس سنوي، على الرغم من الانقطاعات المستمرة في إمدادات الطاقة الكهربائية. وزاد إنتاج المناجم في الصين بنسبة 3٪ على أساس سنوي. indebendentنقلا عن موقع العربية